خريبكة : سعيد العيدي
نظم بيت المبدع بخريبكة الدورة الأولى لملتقى القصة والقصيدة “دورة القاصة السعدية حسمي”بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبحضور مبدعين وشعراء حجوا من مختلف ربوع المملكة في مقدمتهم الشاعرة ريحانة بشير رئيسة بيت المبدع المركزي، وقد أغنى الملتقى المنظم داخل رحاب المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة والذي يهتم ويعطي الأولوية للمبدع المحلي حضور حشد هام من الشعراء والقاصة المحليين الذين أبدعوا وأطربوا وأتحفوا الحضور بقصائد شعرية نالت إعجاب الحاضرين وعلى رأسهم الشاعر والموسيقي أحمد زلال.
ولعل ماميز الدورة الأولى هو تكريم القاصّة “السعدية حسمي”إبنة مدينة خريبكة بعد أكثر من 30 سنة من العطاء والإبداع لأعمالها الأدبية، حيث عمل المنظمون على عرض شريط صور المكرمة وتقديم شهادات حية في حقها من قبل المقربين إليها بالمغرب والخارج مع تسليمها درع التكريم الخاص بالدورة الأولى.
وقد صاحب تكريمها وفقرات الملتقى قراءة قصائد قصصية للمحتفى بها وتقديم ثلاث أوراق نقدية لأوراقها القصصية وقراءات شعرية رافقتها وصلات موسيقية أدتها مجموعة البهلولي من مدينة سطات، ومجموعة الغصن الأخضر بمدينة وادي زم، إلى جانب العازف والملحن أحمد كبدي وعازفة العود الفنانة الخريبكية مريم بوشتة والفنان محمد سلطان من مدينة أبي الجعد.
وقد فازت أمل شريف على المرتبة الأولى في مسابقة “الأقلام الواعدة”، والتي تهمّ قراءة نصوص شعرية ومقتطفات قصصية من إبداع المشاركين، فيما فازت نجلاء بوعزاوي بالرتبة الثانية، متبوعة بحسن لطفي في الرتبة الثالثة. تحت إشراف لجنة تحكيم كلفت بتنقيط المشاركين ، مكونة من السادة عبد الحميد الغرباوي،الحبيب ناصري، والمولودي السعدي وتقييم أدائهم لاسيما في الجوانب المرتبطة باختيار الفكرة وكيفية معالجتها، وحضور اللغة وسلامتها، وطريقة الأداء أمام المتلقي. كما سيتم نشر النص الفائز في كتاب الملتقى الذي سيضم جميع النصوص المشاركة والدراسات النقدية.
وقد عرفت الدورة مشاركة عدد من الشعراء والقصاصين، على هامش المسابقة الرسمية، حيث أدوا مقتطفات من إصداراتهم، في الوقت الذي أعلن منظمو ملتقى القصيدة والقصة عن إسم المحتفى به خلال دورة السنة المقبلة، والمتمثل في الشاعر والموسيقي الكبير أحمد زلال.
وبعد إسدال الستار عن الطبعة الأولى وتوزيع أوسمة الإبداع، وشواهد المشاركة على المشاركين، تقدم ممثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة إقليم خريبكة السيد الطيب خلدون بتسليم شيك بنكي موقع من ماله الخاص للمحتفى بها القاصّة “السعدية حسمي” قصد طبع مؤلفاتها وإصداراتها حتى لا تعرف الضياع والنسيان، على أمل أن تصير التظاهرة تقليدا سنويا كما جاء على لسان الدكتور عبد الرحمان الوادي، رئيس ملتقى القصة والقصيدة ورئيس بيت المبدع فرع خريبكة.
خلاصة القول يمكن الإشادة بنجاح فعاليات الدورة الأولى لملتقى القصة والقصيدة باعتباره ملتقى للشعر والنثر في أسمى تجلياته ينبني على ثلاث مكونات أساسية، أولها الاحتفاء والتكريم، حيث تحمل كل دورة إسم مبدع متميز في الشعر أو القصة بالتناوب، إذ تعطى الأولوية لأبناء المنطقة، أو من كتب عنها وتخضع أعماله للمساءلة النقدية من لدن نقاد متخصصين في المجال. وثانيها الإبداع والإلقاء، حيث يتناوب على منصة الإلقاء شعراء وقصاصون من داخل المغرب وخارجه، مع إيلاء مبدعي المدينة الإهتمام الأول وخاصة المغمورين منهم بالهامش القروي. وثالثها التشجيع والمنافسة حيث تمنح للأقلام الواعدة من شباب الإقليم فرصة التباري أمام لجنة تحكيم للظفر بدرع بيت المبدع المركزي السنوي.
وفي كل دورة ستتم إستضافة ضيف شرف للقصيدة، وضيف شرف للقصة من الأسماء المعروفة على الصعيد الوطني والعربي في المجالين، وبموازاة الملتقى، ينظم معرض للوحات التشكيلية لفناني المدينة والإقليم بالدرجة الأولى، وسيشهد في الدورات المقبلة تنظيم ورشات تكوينية موازية، وهو فرصة مواتية أيضا للمبدعين المحليين في المجال الموسيقي لإبراز مواهبهم في الموسيقى والغناء.