بقلم : عزالدين قدوري
مع اقتراب اليوم الاممي الدي وضعه الغرب لتكريم المرأة يكثر الحديث عن حقوقها وحريتها و تثار الكثير من الجدالات الفارغة التي لا يراد بها حقا تحسين حياة المرأة و رفع همومها عن كاهلها . فهناك الكثير من المندسين وراء هدا الشعار الزائف يحملون افكار رجعية يحاولون بها تصوير انفسهم للمجتمع ككل وللمرأة على الخصوص انهم مناضلون يسعون الى تحقيق مكتسباتها و المطالبةً لها بأقصى حقوق المساواة مع الرجل، والحق في المشاركة الكاملة في شتى مناحي الحياة، و يظهرون صورة المرأة مصبوغة بالظلم والتعسف و سلب حقوقها في مجتمعنا المحافظ . و هم بذلك وفي قرارة انفسهم لا يريدون شيئا الا ضرب الاسلام و جعله في نظر المرأة والاجيال القادمة ذلك الدين الذي فرق بين المرأة والرجل وجعل العلاقة بينهما تقوم على الظلم والاستبداد حتى يتمكنوا من تنفيرهم منه .
لكن ما يجهلونه هم واتباعهم ان لكل مجتمع مرجعيته التي ينطلق منها لتحقيق اهدافه وبناء مجتمعه بشكل سليم يتوافق مع مبادئه التي من خلالها يتبين و يتضح ما مدى الاجحاف الدي اصاب المرأة او الانصاف الدي قدر لها .
و الغرب كما يعلم الجميع وكما يروي التاريخ وتبينه الحقائق عاش ولا زال يعيش تخبطا بين الالتزام بدينه الذي طاله التحريف و بين نظريات علمائهم ومفكريهم المحدودة التي استقوها من المادة . واسسو على انقاضها مجتمعهم الذي يسعى وراء الشهوات والملدات حتى و لو كانت على حساب قيم الحق و الأخلاق والفضيلة . تقول الدكتورة إيد إيلين : “إنَّ سببَ الأزمات العائلية في أمريكا وسرَّ كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجةَ تركت بيتَها لتضاعف دخلَ الأسرة ، فزاد الدخلُ وانخفض مستوى الأخلاق” .
وردا على اولئك ، من مرضى النفوس الساعين الى تلطيخ صورة المرأة المسلمة بما لطخت به كثير من النساء الغربيات فاضعن انفسهن وحياتهن ، اولئك الداعيين الى اعادة النظر في تشريعات الاسلام المستمدة من الكتاب والسنة . فليعلموا ان الاسلام منح المرأة المسلمة من الحقوق ما يجعلها في اعلى المراتب فهو الذي ساوى بينها وبين الرجل ” النساء شقائق الرجال ” و في الحقوق والواجبات “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ” و في الحساب والمجازاة على العمل كما قال تعالى: ” أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى” وفي الاخد بالرأي والمشورة لنا في نساء النبي وعلى رأسهنَّ السيدة عائشة أم المؤمنين خير مثال على دور المرأة في هذا المجال، فقد كان كبار الصحابة يقفون على بابها طالبين جزءاً من بحر العلم الذي كان لديها – رضوان الله عليها – و الايات القرآنية والاحاديث وروايات التاريخ التي تبين مكانة المرأة في الاسلام كثيرة .
وما زالت مجتمعات المسلمين ترعى هذه الحقوق حق الرعاية ، مما جعل للمرأة قيمة واعتباراً لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة . يقول المفكر الفرنسي (كوستاف لوبون): ” فضل الإسلام لم يقتصر على رفع شأن المرأة، بل نضيف إلى هذا أنه أول دين فعل ذلك ” و تقول ماكلوسكي : “إن المرأة المسلمة معززة مكرمة في كافة نواحي الحياة، ولكنها اليوم مخدوعة – للأسف – ببريق الحضارة الغربية الزائف، ومع ذلك فسوف تكتشف يومًا ما كم هي مضللة في ذلك، بعد أن تعرف الحقيقة” .
ان الاسلام هو دين وتشريع سماوي لا يرقى الى مستواه اي دين او فكر وضعي ، و هو نظام عالمي لكل الأزمنة والأمكنة وبالتالي فان أي إساءة في استخدام هذا التشريع لا تعود للتشريع نفسه وإنما تعود للأشخاص الذين يسيئون فهمه أو يجهلون أحكامه .
فتحية عالية الى المرأة في كل الامكنة والازمنة .