تاوريرت بريس :
شهد ملف الصحراء المغربية في السنوات الأخيرة تدبدبا وتناقضا بين مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي فبحسب المراقبين ، فقد أكدوا على أن الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي هي شراكة إستراتيجية عمرها تقريبا نصف قرن من الزمن أما التصريحات المثيرة للجدل والتي عبر عنها مجموعة من البرلمانيين أو المسئولين داخل الاتحاد الأوروبي هي تصريحات إن صح التعبير شاردة لا يمكن أن تشكل تقييما للعلاقة المغربية مع الاتحاد الأوروبي بل هي تشكل مساسا بمصالح المغرب ووحدته الترابية . لذلك فقد كان من المنطقي أن يتدخل المغرب لحماية مصالحه ووحدته الترابية .
كما أشار المراقبين السياسيين إلى أن هده التصريحات جاءت بعد أن سجل المغرب انتصاره التاريخي بعودته إلى حضن الاتحاد الإفريقي و بعد نجاح القيادة الملكية للدبلوماسية المغربية داخل إفريقيا التي أوصلت المغرب إلى بر الأمان وعززت موقعه داخل الاتحاد الإفريقي بدليل الاستقبال الحار الذي خص به جلالة الملك أثناء إعلان عودة المغرب . لذلك فقد لجأ الخصوم إلى التضييق على المغرب بنقل المعركة من إفريقيا إلى أوروبا لعرقلة مسار نجاحه و المغرب على دراية و مواكبة تامة لتحركات خصومه بدبلوماسيته القوية ومواقفه الواضحة مع مختلف الفرقاء . ولعل ما يبين ذلك هو رد فعله السريع والفوري الذي كان من خلال لقاء الدبلوماسية المغربية مع وزيرة الخارجية الأوروبية فريديريكا موغريني الذي أثمر بتقديم مجموعة من التطمينات . وقد كان المغرب واضحا في تلك الأثناء حيث عبر بشكل صريح عن رفضه لكل موقف يمس بوحدته الترابية .
و مما تجب الإشارة إليه أن المغرب يتواجد بموقع استراتيجي يؤهله إلى أن يلعب أدوارا كبيرة كشريك و مفاوض حقيقي أمام مختلف الفرقاء والشركاء ومن بينهم الاتحاد الأوروبي الذي يعلم أن المغرب لعب ولا زال يلعب ادوار مهمة كدولة آمنة مستقرة نموذجية فيما يتعلق بقضايا كبرى كالهجرة والأمن وبالتالي فلا خيار أمام الاتحاد الأوروبي في تعامله مع المغرب إلا من خلال الحفاظ على علاقته معه بإصدار قرارات تحترم سيادته التي تعتبر خطا احمرا لا ينبغي المساس به .