تاوريرت بريس :
قال مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي عبد الحق المريني، إن زيارة الملك محمد السادس، الأربعاء 23 نونبر، لفندق “لي تيرم” الذي أقام به بطل التحرير، المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية إبان نفيه القسري بمدغشقر سنة 1954، “لحظة مؤثرة ترفل بعبق التاريخ”.
وأضاف المريني في تصريح صحافي، أدلى به بالمناسبة، أن لحظة زيارة محمد السادس، لفندق (لي تيرم) بانتسيرابي، الموقع التاريخي الذي عاش فيه بطل التحرير محمد الخامس، طيب الله ثراه، المجاهد الكبير، ومكث فيه لعدة شهور كانت مؤثرة للغاية.
وذكر بأن نفي جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية، تم يوم 20 غشت 1953 ليلة عيد الأضحى المبارك، وكان خروج جلالته مع أسرته الكريمة من قاعة العرش في الساعة الثانية زوالا من يوم 20 غشت”.
وأبرز أن الجنرال غيوم طالب حينئذ الملك الراحل محمد الخامس، بالتنازل عن مطلب الحصول على الحرية والاستقلال وإلا سيعرضه للنفي بأمر من الحكومة الفرنسية، مشيرا إلى أن جلالة الملك رفض الإذعان لطلب الجنرال غيوم ولم يكترث له، حيث أكد في جوابه، أنه لا يمكنه خيانة الأمانة التي وضعها في عنقه الشعب المغربي.
وسجل المريني أن جلالة المغفور له محمد الخامس نقل على متن طائرة عسكرية من نوع “دي سي4″ إلى جزيرة كورسيكا، في ظروف صعبة وقاسية، ومكث بها رحمه الله مع الاسرة الملكية وولي عهده أنذاك صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه ما يقرب عن خمسة شهور”. وبعد ذلك، يضيف السيد المريني، نقل الملك محمد الخامس والأسرة الملكية، في أواخر يناير 1954 إلى مدغشقر وبالضبط إلى أنتسيرابي وإلى فندق “لي تيرم”.
وأشار إلى أن إقامة جلالة الملك في هذا الفندق، دامت من أواخر يناير 1954 إلى فاتح يناير 1955، ليتم نقل جلالته بعد ذلك، الى مدينة نيس بفرنسا بعد الضغوط التي مورست على الحكومة الفرنسية سواء من قبل الشعب المغربي أو من الجمعيات الحرة الوطنية الفرنسية أو من الرجال الأحرار في العالم بأسره الذين طالبوا فرنسا بوضع حد لهذا النفي القاسي لجلالة الملك الذي يطالب باستقلال بلاده.
وفعلا نقل الملك محمد الخامس الى مدينة نيس، يضيف مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ومكث فيها عدة أيام، قبل نقله مجددا الى باريس، حيث شرع جلالته وولي عهده آنذاك في إجراء المفاوضات مع الحكومة الفرنسية لوضع حد لنظام الحماية الفرنسية وتمتيع المغرب باستقلاله. وفي 16 نونبر 1955، أذن لجلالة الملك، بالالتحاق بالمغرب وكانت تلك اللحظة “موعد العودة المظفرة”.
وتم اعتبار 17 نونبر في السنة ذاتها، يقول المريني، يوم الانبعاث ويوم 18 نونبر يوم عيد العرش المجيد لجلالة الملك محمد الخامس، مضيفا أن جلالة الملك ذهب، في أول جمعة قضاها جلالته في المغرب خلال هذا التاريخ، إلى مسجد حسان وأدى صلاة الجمعة في ساحة المسجد خاطبا وإماما.
وذكر المريني، بأن جلالة الملك، رجع في شهر فبراير من نفس السنة الى فرنسا لحضور توقيع اتفاقية الاستقلال بين الحكومتين المغربية التي كان يترأسها السيد امبارك البكاي، والحكومة الفرنسية يوم 2 مارس 1956، حيث عاد جلالته إثر ذلك، الى المغرب حاملا معه وثيقة الاستقلال.
وفي 20 غشت 1956، يؤكد مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، أقام جلالة الملك، احتفالا بهيجا بهذه الذكرى رفقة ولي عهده آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني، وكريمته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة التي ولدت في مدينة انتسيرابي، مضيفا أن “جلالة الملك خرج من القصر الملكي وجلس في منصة بباب القصر في الساعة الثانية زوالا، أي في نفس الساعة التي نفي فيها، حيث أعطى جلالته لهذه الذكرى اسم “ثورة الملك والشعب” والتي كانت ثورة ناجحة على جميع المستويات.