بقلم : الخضير قدوري
لاشك أن حمى الانتخابات الجماعية أخذت طريقها من أخمص الأقدام إلى قمة رؤوس من اشرفوا على الفطام ، حينما بدأ بعض مناضلي الأحزاب حملتهم الانتخابية قبل الأوان بطرقهم الذكية ، ووسائلهم الذاتية . في شكل تنظيم لقاءات تحسيسية ، واستغلال الوقفات الاحتجاجية ، والركوب على الأفكار وتبني المظاهرات الشبابية ، المطالبة بحقوقها الاجتماعية .كما أن بعضهم يقوم بتبني التظاهرات ، والسعي لاحتضان أنشطة الجمعيات والنوادي . وتمويل المناسبات والولائم والحفلات على مستوى القرى والبوادي . من اجل استغلال الظروف المواتية ، لتوزيع الوعود العرقوبية ، وتعبئة ذوي الحاجات والمطالب الخاصة والعامة .
غير أنهم قد يتجنبون قدر إمكانهم اقتحام التجمعات الثقافية ، خوفا من مواجهة فعالياتها الخبيرة بحقيقة الأحزاب المغربية ، وحقائق السياسة الخالية من روح المسئولية والمصداقية . إلا أن هذه التجمعات مع الأسف مازالت تشكل أقلية ، قلما كان لها تأثيرها الفعال في الأوساط الاجتماعية . نتيجة سياسة حكومة الأحزاب الرامية إلى خلخلة المناهج التعليمية ، وإفساد الأنظمة التربوية ، العاملة على احتوائها لحاجة في نفس يعقوب . وحتى يبقى الوزير ابن الوزير، والمستشار ابن المستشار وغيرهم حملة ” العماريات ” ودقاقو الطبول ، ونفاخون في الأبواق وراقصون دون سراويل وراقصات عاريات.
هل تستيقظ الأجيال من سباتها لتعلم أن زمانها ليس هو زمن رجال العلم والمعرفة وخبراء السياسة والفكر. وإنما هم مجرد دهاة وأذكياء ، في زمن البلادة والغباوة العمياء . متى تستفيق هذه الأجيال من غفلتها لتجد نفسها واقفة في ساحتها . تتحدى من ألفوا ركوب مطاياها لتقول لمن قال كان أبي ، كلا بل ها أنا ذا . لست ضد حزب أو أحزاب مجتمعة ، قد تشكل أغلبية أو أقلية ، حاكمة أو معارضة . ولكن ضد توجهاتها الضبابية ، وأهدافها الرمادية ، وحقيقتها الرامية إلى تخدير العقول ، وتبليد الأفكار ، وشحنها بالوعود والآمال الوردية ، وتعطيل الطاقات وإدراجها في سلة المهملات ، أو إفراغها في مطارح القمامات.
أقول قولي ولست ادري إن كان من يسمعني يريد الحياة .