تاوريرت بريس :
شرطية تتلقى تهديدا ووعيدا شديدي اللهجة من طرف مهندس معماري ذائع الصيت على اثر مخالفته لقانون السير وقد وجه للشرطية أخر إنذار وسيقوم بالمتعين بشأنها في حال معاودتها إيقافه مرة أخرى مع ذلك فانه لن يتأخر في إشعار والي الأمن على الجهة بالموضوع على حد قوله وربما قد يصل الأمر إلى إجلاء هذه الشرطية أو إيقافها لأنها قد أخلفت القانون حينما خالفت و غرمت صاحب سيارة المغرب الأحمر وعاملته كغيره من المواطنين البسطاء المخالفين لقانون السير .
علما ان هذه الشرطية لم يمض على التحاقها بإدارة الأمن في هذه المدينة سوى بعض الأيام القليلة لتقوم بهامها كأول امرأة شرطية تسهر على نظام السير الى جانب الرجل في هذه المدينة التي تتمشدق إلى الرقي والازدهار و تتوق إلى الخروج من مستنقع الفساد الذي يغرقها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها ومن تطمح الى الانتقال من كونها قرية ساكنتها من بدو مخشوشنين انحدروا من جبالها الشاهقة وانسلوا من وديانها العميقة إلى مدينة متمدنة وأهلها متحضرين .
بعد يوم فقط تلقت الشرطية وردة حمراء كهدية بمناسبة عيد المرأة من طرف حامل البطاقة البيضاء ذو الحصانة المانعة التي تخوله حق الصول والجول وليس ثم من يوقفه او يكبح سلوكه حتى لو كان إنسان المرور ومن يجعله ليس تحت القانون كقائد البلاد في مستوى القانون و ليس مثله احد وإنما هو فوق القانون لا يبالي بأحد .
لو كان الأمر يتعلق برجل شرطة ما كان ليصل إلى هذا الحد ولكن بالنسبة لامرأة شرطية قد يصل إلى ابعد حدود الاهانة والتهديد والوعيد كل ذلك لأنها امرأة . إن دل ذلك على شئ إنما يدل على احتقارها من طرف مستبد و برغبته في استغلال النفوذ على حساب المغرب الأحمر ضد امرأة كأية امرأة تقوم بواجبها في أي قطاع عام أو خاص من اجل كبح جماحها وثنيها عن واجبها مما لا ينبغي لهذا العنصر الذي أبان عن قدراته ونزاهته وتفانيه ان يتنازل عن حقوقه المرتبطة بكرامته فما كان وقوفنا إلى جانب هذه الشرطية الا واجبا يحتم على كل الشرفاء أن يفعلوا ليس من اجل مناصرة الشرطية لكونها امرأة وإنما من اجل مناهضة الاستبداد وكل أساليب الفساد المكبحة لعجلة الإصلاح والتغيير في هذا البلد .