بقلم : الخضير قدوري
وجدت في القران ،ما يجعل متدبره لا يشغل العقل بالمستقبل وبما سيأتي به الزمان ،وفي أيه ما يغني عن البحث في الغيب واستكشاف ما يخالج الوجدان ،وكل ما يدور في عقل الإنسان ، في زمن قد أصبح كل شيء مكشوفا للعيان .
كذلك الأمر حينما قال “لشكر لشباط “وظنه من الفائزين ، في سياق ما جاء في الكتاب المبين ، ” اذكرني عند سيدك وسأكون لك من المساندين فأنساه شيطان السياسة ذكر سيده ولعله يلبث في نكسته بضع سنين، وفي حضرة “بنكيران” قال “العنصر” أريد ان أكون من الأولين وقال “نبيل” وأنا من الموالين لا ينبغي ان أكون من الآخرين
قال “شباط لبنكيران “وهو من المدللين ،وأخي لشكر هو أفصح مني لسانا فاجعله معي ردءا يصدقني اني أخاف أن يكذبوني ، اجعل لي وزيرا من أهلي “لشكر “أخي اشدد به أزري واشركه في امري كي نساندك كثيرا “ونصبحك” بكرة وأصيلا .
في عز الكلام سكت الكلام ،والجم اللسان وكانت الدنيا ظلاما في ظلام ،وفي عز الظلام يتسابق العميان في سراديب جهنم ،يلتمسون قبسا من مصباح “بنكيران” ويحسبونه هداهم الى سواء السبيل ،ومخرجهم من ظلم ظلمات الجهل ليتبوءوا مقاعدهم من جمر يخالونها مرصعة بالذهب والمرجان
والأمانة ، عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وقد حملها الجاهلون، وكانوا ظالمي انفسهم ومنها ينتقمون . واما المسئولية ذلك الحبل المتين المطوق به أعناق المفسدين في الأرض، وتكليف ملزم بالوفاء شرعا وقانونا وقد يوجب على المخل به الحساب والعقاب ولكنهم لايعقلون
والإنسان في هذا البلد قد ألهاه التكاثر، واستهوته الحياة الدنيا والتفاخر بالمال وما كسب وبالولد وما ولد ، وقد غره بالله الغرور وظن انه لن يحور ،بلا .ويحسب هذا الإنسان بنقض العهود وخيانة الأمانة والاستهانة بروح المسئولية واستغلال ضعف الضعفاء يسمو الى سمو الأذكياء ،وبالشطارة يدرك مدارك الزعماء ، هيهات ما هو في حقيقة الأمر إلا مخادع قد تنكشف خدعه يوم النشور، فالويل والثبور “للذين قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون “
ليس ثم من مخرج سليم ومنقذ الرحيم إلا الإيمان بالله واليوم الأخر خيره وشره ،حيث تبدى السرائر فيؤخذ المرء بناصيته ،يومئذ لا ينفع المرء مال ولا بنون ولا شفاعة متشفع ،إلا أن ياتى ربه بقلب سليم وببرهان صادق، هناك سيلقى الجزاء الأوفى او العقاب الانكى، فاعقلوا يا ولي الألباب، فما الحياة الدنيا الا لهو ولعب ومتاع الغرور
شطارة