عزالدين قدوري :

الانتخابات

 

انتهى سيناريو الحملات الانتخابية المسعورة ، وانتهت مدة التصويت بعده ، ووضعت الحرب أوزارها ، و حسم الأمر في النتائج التي أظهرت ترتيب الحزب الأول ثم الثاني فالثالث  .

 فكانت اغلب مقاعد مجلس النواب من نصيب حزب المصباح الذي حصد أعلى الأرقام متبوعا بحزب الجرار . وهده النتيجة المعلنة لم تكن مستبعدة و لم تشكل مفاجأة لدى الخاصة والعامة إذ كانت من ضمن السيناريوهات المحتملة نظرا للتقدم الملحوظ الذي عرفاه الحزبان على مستوى الساحة السياسية . وهده النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات، بدأت تتّجه بالمشهد السياسي المغربي نحو إفراز قطبية سياسية بين اتجاهين رئيسيين في البلاد هما حزب العدالة والتنمية بتياره الإسلامي او المحافظ و حزب الأصالة والمعاصرة بتوجهه الليبرالي الحداثي  .

واليوم بعد أن عرف المغرب الحزب الظافر بالمرتبة الأولى و الذي بعده في الترتيب ، بدأت لعبة التحالفات الهادفة إلى تشكيل الحكومة الجديدة تظهر إلى السطح و تتضح معالمها رغم أنها قد تحمل بعض المفاجاءات ، فبعد ضمان عبد الإله بنكيران لرفيقه المخلص نبيل بنعبد الله الى جانبه و حزب الحركة الشعبية أيضا ، من المرجح أن يتحالف بنكيران مع خصمه السابق حميد شباط بعد أن يستجيب لمطالبه .

أما بالنسبة لحزب الأحرار فاغلب الظن انه سينظم إلى فريق المعارضة الذي سيقوده حزب الجرار المخالف للبيجيدي اديولوجيا وسياسيا . وهدا الموقف قد يقلب كل الموازنين خصوصا إذا تحالف حزب الميزان مع الجرار وهدا سيجبر حزب العدالة والتنمية على التحالف مع أحزاب أخرى، لتوفير الأغلبية في مجلس النواب . في هذه الحالة الصعبة ستبقى هناك ستة خيارات ستفرض نفسها كحل أخير وهي ( التحالف مع البام ) او (التحالف مع  الاستقلال- الاحرار – الاتحاد ) او (اعادة الانتخابات ) او (حكومة تكنوقراط) او ( تحول البيجيدي الى المعارضة) او من خلال إقناع الأحزاب المشكّلة للحكومة المنتهية ولايتها بالاستمرار في الحكومة الجديدة .

ووسط هذا التداخل بين هاته الإشكالات المطروحة أمام حزب العدالة والتنمية سيواجه تحديا آخرا لا يقل أهمية، وهو كيفية التوفيق بين رغبته في تسيير عدد مهم من الوزارات الكبيرة حتى يتمكن من إجراء الإصلاحات التي وعد بها، وبين ما يقتضيه التحالف المرتقب من تنازلات عن حقائب وزارية لصالح باقي الحلفاء الشئ الذي يمثل عبئا مستمرا عليه .