تاوريرت بريس :
وقال السيد لخريف، الذي كان يتحدث أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن هذه المشاركة القوية في الانتخابات تدل أيضا على الانخراط الفعلي للسكان الصحراويين في بناء مؤسسات وطنية قوية.
وأكد أن اقتراع الجمعة المقبل سيعرف بدون أدنى شك نسبة مشاركة مرتفعة في الصحراء المغربية، حيث سيمثل “مرحلة جديدة للصحراويين للدفاع عن النموذج الديمقراطي لبلدهم، المغرب”.
وتساءل كيف يدعي الانفصاليون تمثيل والحديث نيابة عن السكان الصحراويين على الرغم من أنه لم ينتخبهم أي أحد، مضيفا أن الأشخاص المنتخبين خلال انتخابات شفافة وديمقراطية هم الذين يتمتعون فقط بالصفة الحقيقية والشرعية لتمثيل سكان الأقاليم الجنوبية للمغرب.
وأبرز السيد لخريف جهود المملكة من أجل تعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، لا سيما من خلال السياسات الإقليمية “المتقدمة” للتنمية المستدامة وفق مقاربة تشاركية.
وشدد كاتب الدولة السابق لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، من جهة أخرى، على أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، هو الكفيل بتمتيع الصحراويين بممارسة كامل حقوقهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم، كما يشكل الحل “الأكثر فعالية” للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.
وقال، في هذا السياق، إن القرار الأخير لمجلس جدد التأكيد على المعايير الأساسية للتسوية السياسية، داعيا كافة الأطراف، ولا سيما البلدان المجاورة، إلى التحلي بالواقعية لوضع حد لهذا النزاع الذي طال أمده، والذي أدى إلى خلق ظروف “هشة وغير إنسانية” في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.
وفي سياق متصل، عبر إبراهيم الأحمدي، أستاذ الطب بالأقاليم الجنوبية، عن يقينه بأن الناخبين بهذه الأقاليم سيكونون “مرة أخرى، أوفياء لعادتهم، المتمثلة في تحطيم الرقم القياسي للمشاركة في انتخابات سابع أكتوبر”.
وذكر بأنه “منذ مشاركتها الأولى في انتخابات 1977، أي سنتان بعد عودة هذه المنطقة الى الوطن الأم، واصل الناخبون الصحراويون إظهار تمسكهم وانخراطهم في مختلف الاستحقاقات الانتخابات من خلال تسجيل مشاركة مكثفة”.
ومن خلال هذا الانخراط، أكد السيد الأحمدي أن الصحراويين يريدون أولا الاستفادة من حقوقهم الكاملة كمواطنين (…) كما أنهم يريدون خدمة بلدهم، والمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية، وتطوير منطقتهم، والإسهام في تنمية بلادهم “.
وأشار إلى أن ثمرة هذا الانخراط المتميز تتمثل في أن الجهات الكبرى بالأقاليم الصحراوية يترأسها منتخبون بالمنطقة، أي الصحراويون الحقيقيون الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تطبيق آلية الجهوية المتقدمة.
وذكر، في هذا الصدد، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أطلق، في نونبر الماضي، نموذجا تنمويا جديدا بالأقاليم الجنوبية للمملكة، رصدت إليه ميزانية بقيمة 8 مليارات دولار.