بقلم : الخضير قدوري
شهدت مدينة جرادة في السنوات الأخيرة بفضل الزيارة الملكية تحولا بينا على مستوى بنيتها التحتية وحركة مشهودة على مستوى أعمال النظافة وتزفيت الطرق وتبليط الأزقة التي كانت تغرق في أوحالها السوداء كل ذلك قد أضفى على المدينة نقلة نوعية وأسبل عليها حلة جمالية جعلتها تتقدم بخطوات متزنة في مجال تدبيرها الصائب للشأن المحلي .
إلا أن الوضع الاجتماعي لساكنة هذه المدينة بعد إغلاق منجم الفحم الحجري يبقى مع الأسف قلما يرقى إلى مستوى طموحات الساكنة فيما يتعلق بمجال التشغيل الذي ينبغي أن يواكب تطور هذه المدينة وتقدمها العمراني ونموها الديموغرافي كتحدي أصبح يفرض على فعالياتها السياسية والاجتماعية والثقافية توجيه كل اهتماماتها نحو سبل جلب الاستثمار الذي من شانه أن يرفع من مستوى العيش الكريم لساكنتها ويضمن الاستقرار لشبابها المعطلين الذين يشكلون العالة على أوليائهم المتقاعدين والذين يعتمدون على التشغيل الذاتي في مجال حفر أبار ضيقة في أعماق الأرض بواسطة الرفش والمعول والحبل والبكرة يعرضون حياتهم وسلامة أجسادهم لخطر موت محقق من اجل استخراج بعض أوزان من الفحم للاستعانة بثمن بيعها على كسب الرغيف الملعون المعفر بالغبار الأسود والملطخ بالدماء ورائحة الموت
وقليل منهم ألقى بهم الطالع المشئوم على الشاطئ الأخر فهاجروا إلى اسبانيا حيث تتصادف هجرتهم مع الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة التي اجتاحت وتجتاح هذه الدولة ثم انعكس أثارها بشكل حاد على جاليتنا المقيمة في اسبانيا بصفة خاصة واروبا بصفة عامة مراعة لكل هذه الانعكاسات السلبية علها تبعث في قلوب المسئولين الغيورين في هذه المدينة الروح الوطنية والإنسانية والشفقة من اجل السهر على إدماج هذه الطاقات الفاعلة في النسيج الاقتصادي للمدينة والعمل على استغلالها من اجل المساهمة في بناء مستقبلها في وطنها ومن ثم إشراكها في تنمية بلدها ولا نحسب المدبرين للشأن المحلي والعام عن هذا الأمر بغافلين كما نتمنى أن لا يكون بينهم ممطورا يحسب أن كلا مطر أو يرى كل من تحت أشعة الشمس بخير وكل من في ظل القمر بألف خير.