بقلم : الخضير قدوري
لم تعد كرة القدم رياضة في حد ذاتها كغيرها من أنواع الرياضات المختلفة مند أن باتت لا تختلف عن رياضة سباق الخيول عندما كان ممارسوا هذه الرياضة يرمون بها إلى نوع من الفرجة والاستمتاع كان من بين هؤلاء المتفرجين و المستمتعين بمشاهدتها بالمجان أناسا يراهنون على فوز فرس على الأخر فرقة على أخرى بآلاف الدراهم . وما لبث أن أصبح منظما اخل حلبات السباق تحت أعين الدولة وبرعاية الحكومة ويتم نقلها للعيان على شاشة التلفزة .
ولا يخفى على احد مدى ما اثر هذا النوع من القمار على جيوب المدمنين وانعكاسه السلبي على حياة الأسر حتى وان كان الميسر رابع أربعة المحرمة شرعا والمنهي عنه دينا باعتباره رجسا من عمل الشيطان . مهما كانت الدولة تغض الطرف غضاضتها عن جمع إخراج الزكاة مقابل حرصها على مضاعفة الضرائب لا باس من نعت المدمنين على هذه الرذيلة بالمفلسين ولكن أن تنعث الدولة بانخراط الحكومة في هذه الممارسات فذلك شئ أخر وأمر يختلف واقل ما يقال عنه انه تبذير والتبذير أيضا رجس من عمل الشيطان وإلا فكيف نميز بين تبذير الحكومة للمال العام وتدبير الحكومة للشأن العام في ظرف أحوج ما تكون إلى مدبرين ومرشدين ومسيرين لكن استهلال الحكومة ولايتها بهذه الزيادات المطردة في الضرائب والمحروقات الناتج عنها زيادات في كل المواد الاستهلاكية الأساسية التي تمس لب حاجة المواطنين في الطبقة الدنيا والوسطى قد يتحمل هؤلاء من اجل الوطن و المصلحة العامة لكن حينما يجدون حكومتهم تصرف أكثر من 5 ملايين درهم من حساب صندوق المقاصة المدعم من جيوب المستضعفين من اجل الفوز بكاس إفريقيا قد نجده عملا مستفزا . هل يرى كل ذي عقل سليم في قيمة هذا الكأس المادية والرمزية ما يعود بالنفع الملموس على دولتنا وفي حال فوز هذا الفريق المركب بالكأس فهل تكون قيمته المادية كافية لسد رمق صندوق المقاصة أو تساهم بنسبة معينة في حفظ الأسعار أو تخفف قليلا من حمل نفقات الخزينة . انه زمن خواتم المعرفة و زمن العولمة و زمن الفضائيات والانترنيت لم يعد المغرب في حاجة إلى من يحمله فوق رأسه أو على ظهره وإنما هو في حاجة إلى من يحمله في قلبه وفي فكره وفي ضميره .
كذلك لم يعد ثقل الأوطان يزان بهذه الأوزان ولا قيمها تقيم بهذه المعايير ولا أحجامها تؤخذ بهذه المقاييس وإنما أصبح حجم الدول يزان ويقاس ويؤخذ بوعي شعوبها وعبقرية حكوماتها وبعدد المثقفين و المفكرين فيها .
عندما قام جلالة الملك محمد السادس بزيارته إلى الخليج العربي فانه قد اختار ضمن وفده المرافق له رجالا قد نجد لديهم الأجوبة المقنعة لعديد الأسئلة المطروحة التي تساعد على جلب الاستثمار الذي نعتمد عليه من اجل اجتياز هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم .
كذلك الأمر عندما قام رئيس دولة فرنسا إلى الجزائر الذي اختار ضمن وفده المرافق رجالا مفكرين وكتابا مبدعين وسياسيين مثقفين من يجد لديهم الجواب عن كل الأسئلة والرأي المشورة .
لكن حكومتنا ما زالت تعتبر إحداث منصب شغل من ألف درهم يحدث ثقبا بخزينة الدولة ويعرضها إلى سكتة قلبية في هذه الحالة ما أظن مبلغ 5 ملايين درهما قد خرج من رحم خزينة الدولة . فلو كان الأمر غير ذلك لحولها إلى غربال وجعل الدولة في خبر كان . ترى لماذا تعطلت لغة الكلام عند علماء الاقتصاد وتوقفت ملكة التفكير لدى خبراء السياسة ولماذا لا يتوقف حمار الشعب في العقبة .