تاوريرت بريس :
علمنا من مصادرنا الخاصة أن إدارة المياه والغابات بإقليم تاوريرت قد أنجزت محضرا ضد مجهول قام باقتلاع مئات الأشجار من الحزام الأخضر قبالة الحي الصناعي شرق طريق دبدو داخل المدار الحضاري لمدينة تاوريرت وعمدت إلى تعويضها وإعادة غرس شتائل جديدة قد لا تكون منيعة اللهم إلا إذا كانت ستقيم عليها حراسة شديدة .
كان ذلك ذات ليلة حين قام المجهول باقتلاعه لهذا الكم من الأشجار بواسطة حفارته بغية إنشاء تجزئة سكنية أو صناعية على غرار ما يجري به العمل على ارض هذه المدينة التي يقوم ثراء بعض سكانها على اغتصاب أرضها باعتبارها الكنز الذهبي الذي يسال له لعاب الطامعين الراغبين في الاستثراء الفاحش دون حسيب ولا رقيب وفي غياب أو عدم لامبالاة أبنائها وشرفائها أو بتواطئهم ومشاركتهم في تخريبها ونهب ثرواتها .
قد يبدو من العار أن يضل هذا الانطواء على الذات والانحياز إلى الزاوية يهيمن على أبناء هذه المدينة التي تغتصب وينتهك عرضها وتتمزق أشلاؤها أمام أعينهم دون أن تأخذهم منها شفقة ولا رحمة قد أرى هذه المدينة لا تختلف في حالها عن حال الأم او الأخت أو الزوجة التي تغتصب و يعتدى على شرفها أمام أعين الابن أو الأخ أو الزوج فلا يردون الاعتداء إلا أن تكون صدور هؤلاء خالية من الغيرة و الأنفة ورحم الله من قال ” لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم ” .
كلا و ألف كلا و إنما يجب التصدي لهذا التكالب الشرس ولكل هذه الممارسات المشينة التي تجلب العار إلى مدينتنا وتجعل أسيادها عبيدا وشرفاءها أذلة فان كانت السلطات المسئولة عاجزة على حمايتها ينبغي أن يكون أهلها اقدر منها على ذلك وهم مسئولون إلا أن يكونوا قد انحدروا من رحم غيرها .
كفى وكفى ثم كفى لقد بلغ السيل الزبى وأصبح الأمر يستدعي شباب المدينة لكبح عجلة الفوضى ويعلنون للملأ أنهم مازالوا أحياء قادرين على تغيير الوضع المتسيب .