محمد إدبلا :
استضافت كنيسة « القلب المقدس » في العاصمة البحرينية المنامة أمسية سلام عالمية شارك فيها العشرات من أبرز دعاة السلام من كل أنحاء العالم،بحضور مختلف الطوائف الدينية،ضمن مائدة إفطار رمضانية في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ترسيخ مبادئ التعايش بين الديانات السماوية،في وقت تتزايد فيها مزاعم وسائل الإعلام في الغرب عن ما تسميها أعمال اضطهاد يتعرض لها المسيحيون في الشرق الأوسط.
و جمعت الأمسية التي أقيمت تحت رعاية العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة،و بحضور ممثله الخاص الشيخ عبد الله بن أحمد آل الخليفة عشرات الشخصيات من أبرز دعاة السلام و الحوار من مختلف دول العالم،ممن يعرفون بمبادراتهم و أنشطتهم المجتمعية في مجال الدعوة إلى السلام و الحوار و التعايش السلمي وتطبيق الوسطية والإعتدال والتسامح و دعم مبادرات التصدي لكل أشكال و أنواع التطرف والإرهاب والتشدد والغلو في الدين.
و قال الشيخ حسن الشلغومي رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا على هامش مشاركته في أمسية السلام العالمية إن « هناك أكثر من رسالة سلام و في كل الاتجاهات ترسلها البحرين اليوم إلى كل العالم من خلال إقامة أمسية سلام على طاولة رمضانية و داخل كنيسة مسيحية هي كنيسة « القلب المقدس » في المنامة،لعل في مقدمتها أن الحوار وحده كفيل بتقريب وجهات النظر بين كل الأديان السماوية،و نبذ العنف و خطاب الكراهية و بناء السلام،و نأمل أن تصل الرسالة إلى الجميع على مستوى المؤسسات والحكومات والأفراد لأن الحوار إذا اقتصر على ما هو شخصي فلن نصل إلى تحقيق الأهداف المرجوة ».
و أضاف الشلغومي «إن النموذج البحريني في مجال الاعتدال والتسامح ودحض التطرف يحظى بإعجاب وإشادة كبيرة في أوروبا خاصة من خلال كل الإجراءات و الخطوات و القوانين التي اتخذتها البحرين لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف »، منوها في ذات الوق بما بذلته البحرين في سبيل تحسين صورة الإسلام والمسلمين ليس فقط في المنطقة بل في العالم بأكمله.
و أكد رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا أن « الرسالة التي تحملها البحرين اليوم تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، و من خلال استضافة أمسية سلام عالمية و داخل كنيسة مسيحية و في شهر رمضان المبارك على طتواة إفطار تهدف بالدرجة الأولة إلى دعم حوار الأديان، هي رسالة سامية تسعى المنامة لإيصالها للعالم من قلب الشرق الأوسط و الخليج العربي وسط تحديات كبيرة يعيش العالم على وقعها ».
وأضاف:” الناس ترى في مثل هذه المبادرات أمل بالمستقبل، لاسيما وسط التحديات والتهديدات التي تواجهها جميع الدول دون استثناء. البعض يتساءل عن مدى إمكانية تحقيق التعايش بين أشخاص يختلفون في أصولهم العرقية والمذهبية والدينية، وهنا تأتي أهمية النموذج البحريني الذي تأثر به الجميع. فالتنوع الديني والعرقي الذي تحتضنه البحرين قلَ وجوده في أي مجتمع آخر”.
ونوه بقوله:” نعيش هذه الأيام أجواء روحانية جميلة بحلول شهر رمضان المبارك، ونتمنى أن يحل السلام في جميع دول العالم. وتأتي أمسية “دعاء السلام” في كنيسة القلب المقدس لتؤكد على أهمية نشر ثقافة التسامح مع الآخر وتعزيز أواصر الروابط المجتمعية والإنسانية ».
وقال:” لابد من التصدي لكل العمليات الإرهابية التي تهدف إلى شق الصف الواحد ، وليس هناك بأفضل من أن نتحد سويا ونقف متكاتفين ننشر ثقافة السلام من البحرين إلى العالم”.