بقلم : سامي ريفي
بالأمس القريب كانت مدينة ميضار تابعة ترابياً لإقليم الناظور،وكانت أفضل حالاً مما هي عليه الآن، فالمدينة هي موطن عدة مؤسسات مهمة نستعرضها كالآتي:تقسيمة مديرية التجهيز التي أحدثت قبل نعومة أظافرنا أي ما يناهز ستين سنة،سرية الدرك الملكي منذ الاستقلال،دائرة الريف وقيادة بني توزين وتفرسيت منذ الاستقلال،مركز القاضي المقيم أكل عليه الدهر وشرب،مركز الجمارك،مكتب البريد،القباضة العامة،مركز تسجيل السيارات،مركز التأهيل الفلاحي،مجموعات المدارس الابتدائية،ثانوية إعدادية وأخرى تأهيلية تعدان الأولى من نوعها في الريف الأوسط،ملعب لكرة القدم من أقدم الملاعب في الجهة الشرقية،مركز الإرشاد الفلاحي،البيطرة،مستشفى محلي،مديرية المياه والغابات، مركز الوقاية المدنية،مركز سوسيو تربوي،دار الطالبة،دار المرأة والطفل،دار الشباب،مركز بلدي متعدد التخصصات،مركز تصفية الدم . إن كل المؤشرات كانت تشير و تنبئ أن مدينة ميضار سترقى إلى عمالة وخاصة بعد مشروع(خطة التنمية وإعداد المجال بالجهة الشرقية .. مجالات المشاريع والبرمجة) التي أعدتها مديرية إعداد التراب الوطني التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني سنة ٢٠٠٣ نقف عند توصية مهمة واردة في الصفحة ١٤٤،تؤكد على (ضرورة إحداث إقليم جديد يضم النصف الغربي من إقليم الناظور مع ترقية مدينة ميضارإلى مستوى عاصمة إقليم) وهذه التوصية هي التي خلقت ذلك التفاؤل الكبير الذي عم في صفوف ساكنة جماعات دائرة الريف بعد الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء،فجميع المعايير والمعطيات الجغرافية والبشرية والتقنية والإدارية كانت تنبئ بإحداث عمالة يكون مقرها مركز ميضار . ومنذ ذلك الحين واللوبي العملاق المناهض لتنمية مدينة ميضار يتكاثف جهوده للحيلولة دون ترقية مدينة ميضار،وبالفعل ذلك ما حصل وما زالت نتائجه واثار ظلمه تنعكسان سلباً عليها وتهلكان كاهلها وتعطلان قطار تنميتها وتشلانها،لازالت هناك أيادي مما تبقى من ذلك اللوبي الجبار تمسك بزمام الأمور بالمدينة ،هذه الأيادي النكراء أعادت ميضار إلى الوراء ودفعتها إلى الخلف عدة سنين ويصدق القول إلى العصر الحجري ،وتراجع كبير وحاد على جميع المستويات حتى صارت هذه المدينة موطن يأس وبؤس وهم وغم ومشاكل ومعضلات غلاظ ومصائب وطامات ونكبات وداهيات وفاجعات و…إن الساكنة تطالب بإخراج إلى حيز الوجود المشاريع المبرمجة والمقررة والمتوقفة والموجودة في طور الدراسة في القريب العاجل ،كما ترى أنه ليس منطقياً وليس معقولاً أن تحرم مدينة ميضار من مختلف المشاريع التنموية التي تعتبر بمثابة شرايينها التي هي في أمس الحاجة إليها،بدواعي أنها ليست عاصمة الإقليم . دعونا أن نقوم بإطلالة على بعض الجهات من وطننا الغالي فنجد على سبيل المثال بوعرفة تحتضن مقر عمالة إقليم فجيج مع حزمة من المصالح الخارجية وميسور تحتضن مقر عمالة إقليم بولمان وبيوكري عاصمة إقليم شتوكة ايت باها وهناك العديد من الأقاليم تحمل إزدواجية الإسم .ولما لا مدينة ميضار لأنها ليس لها لا (سدها ولا للاها ) ولكن عندها بعد الله جل علاه رجال أبرار ذوي الإيمان الراسخ وذوي النوايا الحسنة ولو قلة . ليس الشرير من يطالب بحقوقه العادلة والمشروعة وانما الشرير من يسلب منك حقوقك ولهذا اننا في مدينة ميضار لا نريد المستحيل ولا أشياءاً عند العاقل يحير ولن نريد معجزات الأنبياء ولا استخراج من ارض مدينتنا النفط والذهب ولا نريد خلق بمدينتنا لا البحر ولا الميناء،بل نريد أن ننعم بخيرات بلدنا العزيز على غرار مدن وطننا الحبيب ،ومن كان يرجو أن يكون عند حسن ظن الميضاريين فليعمل لميضار عملاً صالحاً ولا يشرك نفسه بالمفسدين أبداً .وقال تعالى (انا لا نضيع اجر من احسن عملاً ( مدينة ميضار ليست بقرة حلوب ومن يخذلها لن يفلت من عقاب الله ،ومن يعتقد أنه حقق الهدف وبلغ الغاية ،عليه أن يأخذ العبرة من أسلافه المتعاقبين على هذه المدينة كيف كان مصيرهم؟ الفائز والمفلح فوق هذه البقعة المباركة الميمونة هو المحق الذي لا يخون الامانة كيفما كان نوعها وحجمها ويتحلى بالتواضع ويبتعد عن الكبرياء والاستعلاء ويتعامل مع الساكنة سواسية ليس هذا محسوب على تيارنا اعطيه ما شاء .وذاك محسوب على تيار أعدائنا احرمه من كل شيء،وأكبرالفائزين من يجتنب قول الشاعر العربي المتنبي (مصائب قوم عند قوم فوائده ( شعارنا في هذه المدينة العزيزة :من يثير القلاقل في مادينتنا فليعد من حيث أتى فوراً .