بقلم : الخضير قدوري
تتقاذفها أقدام اللاعبين هناك وكلما اقتربت من الشبكة ابتهج مشجع الفريق وانتكس مشجع الفريق الأخر رغم أن النتيجة تبقى دائما صفرا لمثله لكن مع اقتراب نهاية الوقت المحدد للمباراة لابد من الحسم في النتيجة بتسجيل الهدف في مرمى احد الفريقين في هذه الحالة وجريا على العادة المألوفة قلما سيتقبل الفريق المهزوم هزيمته بروح رياضية الأمر الذي سيدفعه الى ارتكاب حماقات قد تؤدي أحيانا الى بث الشغب والتخريب والتقتيل والى ما لا يحمد عقباه
قد لا يكون في صالح منظمي هذه المباراة ان ينتهي الوقت بانتصار احد الفريقين لهذا السبب ،حتى وان كان الأمر يتطلب جوالات أخرى لتنتهي كل جولة بالتعادل ، وإنما يبقى من الصالح تمديد الوقت الى ان يهزم الإنهاك الفريقين معا فيعلن الحكام عن انتهاء المباراة بتعادل الفريقين ،او يحسمونها بضربة جزاء وهذا من المستبعد في الوقت الراهن مادام كل فريق له من النفس ليستنفذ كل ما يملك من أساليب المراوغة
الى حدود الساعة ومنذ أكثر من أربعين سنة لا نقول ان المغرب او الجزائر قد أحرز احدهما تقدما دبلوماسيا في قضية الصحراء او حقق انتصارا في هذه المعركة باستثناء التواجد على ارض الواقع في حين مازال الطرفان يعتبران الخاسران اقتصاديا في هذه الحرب الاستنزافية المفروضة على الشعبين من قبل النظام الجزائري الذي لا ناقة له في الصحراء ولا جمل وان كان شعبه يتقاسم مع الشعب المغربي هذه الخسارة التي ستبقى بالنسبة لهذا الاخير اقل حدة مقارنة مع انعكاسها السلبي على الحياة والمعيش اليومي للشعب الجزائري الذي أصبح يعاني من أزمات اقتصادية لو تطول لا قدر الله ستكون كارثة وربما تكون قضية الصحراء بمثابة الضربة القاضية على الدولة الجزائرية لما لها من تأثيرات على اقتصادها وأمنها واستقرارها وقد أصبحت قاب قوسين او أدنى من خطر التسونامي الذي يتقدم نحوها من الشرق ويضرب جل دول الوطن العربي فاذا كان المغرب يخسر مكرها من اجل ربح ارض الصحراء فبمقابله من ا جل ماذا تخسر الجزائر الا جل ربح البوليزاريو اضن ان المغرب سيزفه لها دون مهر وفي عرس بهيج وسوف لن يتردد في التنازل عنه دون ثمن وإنما ما ينبغي ان يعلمه النظام الجزائري ان في شرقه مولودا جديدا له مسقط رأس على ارض أبائه وأجداده اسمه جمهورية القبائل الاشتراكية الشعبية الديموقراطية ليس لقيطا ولا وافدا ولا شريدا ولا مرتزقا وانما هو اولى دون غيره بحق تقرير مصيره
واذا كانت فلسطين كما أرادها فقهاء الغرب لتكون منفذهم الشرقي نحو الوطن العربي كذلك قد يريد حكماؤه ان تكون الصحراء المغربية منفذهم الغربي نحو المغرب العربي والى الجزائر بصفة خاصة والى دول البترول والنفط والغاز عامة وأما غيرها ستبقى ممرات وقواعد ومحطات للمتسوقين الشرقيين والغربيين وملتقيات من نسميهم المستعمرين الجدد نعم وكذلك تؤكل كل الثيران كما أكل الثور الأبيض وكذلك يفكر المفكرون السياسيون المحنكون في المستقبل من اجل توفير السعادة والرفاه لشعوبهم على حساب شعوبنا
وليعلم النظام الجزائري الذي ينهب ويغامر ويقامر بثروات الشعب في رهانات خاسرة يبذلها من اجل استقطاب أصوات دول تعيش على الاستجداء والمساعدات الدولية من اجل نصرة مثيلتهم ذلك من الرعونة والغباوة العمياء وبهذا يكون النظام الجزائري قد قامر بكل ما ملكت يداه من ثروات شعبه ولما يخسر سيخسر كل شيء دفعة واحدة في اعتقادي لم يعد باقيا لديه اليوم سوى خيار واحد من اثنين لا ثالث لهما فأما ان يغلق دونه أبواب الفتن فيكون قد خطا خطوة من اجل إنقاذ دولته المهددة وإما ان يتمادى في سياسة تصدير الفتن وغضب الشعب الى بلدان الجوار لاشك إنها معادلة خاسرة وما تزيد هذه السياسة طينه الا بلة حينما سيدفع الطرف الأخر الى استهلاك طاقاته واستنفاذ صبره ليغير من إستراتيجيته الدفاعية الى الهجومية وقد أعطت التجربة الأخيرة أكلها في ظرف وجيز حتما ستكون النتيجة النهائية إعطاء الفرصة للمتدخلين الذين يلتمسون سبيلهم لتشريد هذا الشعب الشقيق وتخريب هذا البلد الجار على غرار ما وقع لأمثاله لكن قد لا يسلم المغرب من شرارة قد تصيبه ذلك ما ينبغي للجارة ان تتفهمه و تحذره وتتحاشى ترجمة هذا التعنت الى حرب لابد منها بعد نفاذ مخزون الصبر لدى طرف ستفرض عليه حسم المعركة في غياب الحكمة والتبصر وطغيان النفس وحب الكراسي والرغبة في حياة البذخ على حساب المستضعفين لدى الطرف الأخر فالعصبية من الجهل ومحاسبة النفس من الإيمان وإصلاح الخطأ من الحكمة والرجوع عن الغي من العقل فهل هناك من مؤمن ومن حكيم وعاقل يدرك ان مشروع المغرب العربي الكبير كان حلا جذريا لكل المشاكل المطروحة كمشكل الصحراء الشرقية ومشكل إعادة رسم الحدود البينية ودعما لرص صفوف الدول المغاربية وتكتل شعوبها في مواجهة التحديات الغربية والشرقية ام كانت سياسة التفتيت لديها اقرب نفعا من هذا التكتل وسياسة زرع الكراهية بين الشعبين وبث الأحقاد وبناء الأسوار وحفر الأخاديد أجدى ام اتقاء ثورات الشعوب التي ستستجيب لقدرها يوما ما عندما تريد الحياة ؟ سؤال قد تجيب عليه الأيام او الشهور المقبلة لا محالة