تاوريرت بريس :
أكدت صحيفة (أخبار الخليج) البحرينية، اليوم الأحد، أن المغرب “يتعرض لمؤامرة مكشوفة وواضحة تستهدف وحدة أراضيه وتمزيقه، مستخدمة قضية الصحراء كذريعة وإطارا لهذا المخطط”.
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان “القمة الخليجية المغربية ورسائلها إلى المتآمرين”، إن هذا المخطط الذي يستهدف المغرب “وصل حدا خطيرا بالموقف المشبوه المستفز لكل العرب الذي أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون”. وأكد الكاتب الصحفي، السيد زهره، أن دول مجلس التعاون الخليجي وكل الدول العربية مدعوة، اليوم، إلى أن تجند كل علاقاتها الدولية وإمكانياتها السياسية والدبلوماسية للوقوف بجانب المغرب في وجه المؤامرة وفي الدفاع عن وحدة أراضيه، قائلا: “كفانا تمزيقا لأوطاننا العربية”.وأبرز أن الموقف العربي الحاسم الذي أعلنته دول مجلس التعاون الخليجي بالوقوف مع المغرب بلا مواربة، يجيء ليمثل رسائل واضحة لكل المتآمرين على المغرب وعلى كل الدول العربية، أولها أن قضية الصحراء ليست قضية مغربية وحسب، بل هي قضية تخص دول مجلس التعاون وكل الدول العربية، وأن كل دول المجلس تعتبر أن وحدة الأراضي المغربية خط أحمر.
والرسالة الثانية، يردف كاتب المقال، أن المغرب ليس وحده في مواجهة هذه المؤامرة، بل معه كل دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، والرسالة الثالثة، أن دول المجلس تعي جيدا ما وراء هذا التآمر على المغرب واستهداف وحدة أراضيه، وتدرك أن ما يتعرض له المغرب من حملات يندرج في إطار نفس المخطط الذي يستهدف محاولة تدمير الدول الوطنية العربية وتمزيقها وتقسيمها.
وأكدت الصحيفة البحرينية أن القمة التي جمعت، يوم الأربعاء الماضي بالرياض، قادة دول مجلس التعاون الخليجي وصاحب الجلالة الملك الملك محمد السادس، “لها أهمية كبرى في الوقت الحاضر، وكان عقدها وما انتهت إليه بمثابة رسالة جماعية واضحة إلى المتآمرين ليس على المغرب فقط، وإنما على كل الدول العربية”. وتوقفت الصحيفة مطولا عند الكلمة التي ألقاها جلالة الملك في القمة، مشيرة إلى أن جلالته لخص بدقة وبشكل محدد ومباشر جوهر ما تواجهه الدول العربية من أخطار ومن مخططات تستهدفها اليوم. وأبرزت حديث جلالة الملك عن تحالفات جديدة قد تؤدي إلى التفرقة والى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، وقول جلالته إنه “بعد ما تم تقديمه كربيع عربي، ها نحن نشهد اليوم خريفا كارثيا يستهدف وضع اليد على خيرات باقي الدول العربية ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب”.
كما أبرز صاحب الجلالة، تضيف الصحيفة، أن “المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة وتقسيم الدول كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا، مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي”، وأن المخططات العدوانية التي تستهدف المس باستقرارنا متواصلة، فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي، ها هي اليوم تستهدف غربه وآخرها المناورات التي تحاك ضد المغرب. وفي مواجهة كل هذا، أكد جلالة الملك، أن الدفاع عن الأمن ليس فقط واجبا مشتركا، بل هو كل لا يتجزأ.
وأوضح كاتب المقال أن صاحب الجلالة “لخص جوهر المؤامرة التي تتعرض لها كل دولنا العربية، والتي تهدف إلى تدمير دولنا وتمزيقها وتقسيمها، وما يتطلبه ذلك من أقصى درجات التضامن العربي دفاعا عن أمن أوطاننا العربية واستقرارها ووحدتها”. وأشار إلى أن قادة مجلس التعاون الخليجي، من جانبهم، أعلنوا في القمة موقفا عربيا جماعيا واضحا بالوقوف بجانب المغرب في مواجهة ما يتعرض له وخصوصا في ما يتعلق بقضية الصحراء، وهذا الموقف عبر عنه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته بالقمة التي أعلن فيها: “تضامننا جميعا مع كل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق وفي مقدمتها الصحراء المغربية”.
وأكد أن دول مجلس التعاون ترفض رفضا تاما أي مساس بالمصالح العليا للمغرب. وأبرزت الصحيفة البحرينية أن هذا الموقف الذي عبر عنه العاهل السعودي باسم كل دول مجلس التعاون الخليجي، بالوقوف قلبا وقالبا مع المغرب في موقفه من قضية الصحراء، “له اليوم أهمية حاسمة”.