بقلم : الخضير قدوري
جريمة قتل بشعة بطعنة خنجر ذهب ضحيتها الشاب المسمى قيد حياته ع . م على يد قائد العصابة المجرمة المسمى ش . غ وذلك مساء يوم الثلاثاء حوالي الساعة التاسعة ليلا بحي 20 غشت حيث نقل الضحية من طرف السكان على وجه السرعة الى المستشفى الاقليمي وبعد أكثر من ثلاث ساعات تم نقل الضحية منه الى مدينة وجدة حيث لفض أنفاسه الأخيرة أثناء الطريق
على أثرها انحدر سكان حي 20 غشت عن بكرة ابهم شبابا وشيبا نساء ورجالا ومن كل الأعمار في مسيرة غاضبة ومظاهرة صاخبة زوال يوم الاربعاء 20 ابريل 2016 الى باب عمالة الاقليم مرورا بباب المحكمة مطالبين بضرورة تكثيف دوريات الأمن ليلا ونهارا والعمل على محاربة انتشار المخدرات والبطالة وكل الأسباب المؤدية الى الانحراف كما طالب هؤلاء المتظاهرون القضاء بإصدار أحكام صارمة والضرب بقضيب من حديد على أيد المجرمين
ومن خلال تصريحات المتظاهرين بوجود عصابات مسلحة بالسيوف والأسلحة النارية تتجول ليلا حول محطة القطار والسوق الأسبوعي والأحياء الهامشية وتجوب الأزقة المظلمة وتقطع الطرق على المارة وقد عدد المتظاهرون أنواع الجرائم المرتكبة في احيائهم بالعشرات متمثلة في اغتصاب القاصرين والمشردين وبيع الحبوب المهلوسة للأطفال وسرقة المنازل الى حدود القتل في هذه الحالة يبدو ان السيل قد بلغ الزبى وبات الامر لا يحتمل ويشكل خطرا محدقا على السكان ويهدد الاستقرار في المدينة وأصبح الوضع يستدعي استنفار كل القوى من اجل القضاء على هذه العصابات المثيرة للفتنة والرعب في وسط السكان الذين اصبح من المفروض عليهم حمل السلاح من اجل الدفاع عن النفس والعرض والشرف
كنا نحسب ان الإنزال الأخير لفرق التدخل السريع من دارجين وصقور قد جاؤوا من اجل اقتلاع جذور الجريمة وتخريب اوكارها والقضاء على بؤر الفساد وتمشيط الأحياء لتطهيرها فاذا بنا نفاجأ بهؤلاء يقفون في مداخل المدينة ومخارجها تزامنا مع السوق الأسبوعي ليضيقوا الخناق على المتسوقين ولا شك ان عدد المخالفات المسجلة يومئذ قد تجاوزت المئات وعدد السيارات والدراجات المحتجزة تعد بالعشرات في حين لم نسمع بضبط جريمة واحدة او نرى تقديم مجرم واحد الى النيابة العامة وإنما نراه اليوم سوى رد فعل هؤلاء بعد ثلاثة ايام فقط يسجل جريمة قتل بشعة على أيد عصابة تتحدى الخلل الأمني وتهدد بانفلاته
فاذا كانت مدينة تاوريرت أولى المدن المغربية المدرة للدخل من الغرامات عن المخالفات لكونها قلما تتوفر على شارات المرور كمدينة تتربع على أكثر من 15 كمم توجد بها شارة ضوئية واحدة ولا يوجد بها مركن واحد للسيارات ولا مخافر كافية للامن مدينة تحتوي على كثافة سكانية قد تتجاوز 120 ألف نسمة ليس بها معمل واحد يوفر الشغل للشباب وليس بها متنفس واحد يستوعب فراغ هؤلاء الشباب الذين يشكلون بدافع الفقر والحاجة والفراغ خطرا على الأمن والاستقرار فان كانت مدينة بهذا الحجم لا تتوفر على القدر الكافي من رجال الأمن فلم لا تعطى الأوامر لدوريات جنود القوات المسلحة الملكية لتقوم بالدور وبجولات تمشيطية للإحياء ليلا ونهارا على غرار السنين الماضية فاذا كان سكان المدينة يعتمدون لمعيشتهم على التهريب ولمستقبلهم على الهجرة ومن ثم على المحرمات بأشكالها وألوانها فلم لا يكون اعتماد بعضهم على السلب والنهب والجريمة من الوسائل المدرة للدخل الحرام
أسباب ومسببات استخلصناها من تصريحات المتظاهرين وشباب المدينة المنحدرين من حي 20 غشت في مسيرتهم على اثر الجريمة والجرائم التي ترتكب في أحيائهم على مدى كل يوم وليلة وهم أدرى بأحوالهم من غيرهم ألامر الذي قد يدفع بهم في آخر المطاف الى رد الإجرام بالإجرام لحماية أنفسهم بأنفسهم وان كان ذلك سيؤدي الى انفلات امني على نطاق واسع في ظل هذا التسيب الخطير باسم الحرية والفهم الخاطئ للحقوق والتفسير المغلوط للقوانين أمر أصبح يستدعي قيام الدولة بواجبها لفرض هيبتها
وإلا سيصبح القصاص واستعمال السلاح للدفاع عن النفس حقا مشروعا وواقعا يتنافى مع ما صار اليه وزيرا الداخلية والعدل في حال عجز الدولة على حماية المواطنين واستتباب الأمن والقضاء على الإجرام وضمان الاستقرار ومحاربة البطالة وتوفير الشغل