تاوريرت بريس :
يشهد المغرب في هذه الفترة انفتاحا سياسيا لا مثيل له وخاصة بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لروسيا الاتحادية لتعزيز وتدشين فصل جديد في العلاقات الخارجية بين البلدين .
زيارة تكللت بالنجاح الساحق الذي أثمر بالتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي في مجالات عدة منها اتفاقية تسليم المجرمين ، اتفاقية الخدمات الجوية ، اتفاقية التعاون في مجالات حماية البيئة والاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية ، اتفاقية التعاون في مجال الصيد البحري ، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات ، و اتفاقية الحماية المتبادلة للمعلومات المصنفة في الميدان العسكري والعسكري التقني ، و اتفاقية تهم إعلانا مغربيا روسيا لمحاربة الإرهاب الدولي . هذا بالإضافة إلى التوقيع على مذكرات تفاهم للتعاون في ميدان الطاقة ، و ميداني البحث الجيولوجي والاستكشاف تحت الأرضي ، و مجال المراقبة الصحية للنباتات والمنتجات النباتية ، والتعاون في مجال المراقبة البيطرية ، و برنامج عمل مشترك للسنوات 2016- 2018 يهدف لتنفيذ اتفاقية التعاون في الميدان السياحي ، و التعاون الإسلامي بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية والمنظمة الدينية المركزية (مجلس شورى المفتي لروسيا) ، و اتفاقية إطارية للشراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتاحف الكرملين بموسكو ، اتفاقية إطارية للتعاون بين المؤسسة الوطنية للمتاحف (المملكة المغربية) ومتحف “إيرمتاج” (روسيا الاتحادية) ، بروتوكول بشأن تبادل المعلومات قبل الوصول والمتعلقة بالبضائع والمركبات المتنقلة بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية .
كل هاته الاتفاقيات العسكرية والسياسية والاقتصادية تتناسب مع هذه المرحلة لما تشهده من تحديات في ظل تفشي توترات ما بعد الربيع العربي بالمنطقة ، وهي زيارة أبانت عن الرؤية المشتركة بين البلدين في بناء جسور السلام والنمو والإصلاح والتقدم الحضاري لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بالنسبة إلى عدد من القضايا أكثر أهمية في المنطقة العربية و هي تعكس جدية الطرفين في التعاون الثنائي والرغبة في تطوير هاته العلاقات و هي أيضا نتيجة ايجابية توضح االجهود التي يبدلها جلالة الملك محمد السادس وحسه ألاستباقي التحديثي المتسم بالواقعية وسعيه الدءوب من اجل مصلحة المملكة وتقوية كيانها وتأثيرها على الساحة الدولية من حيث اقتصادها ومجالها العسكري وإمكانياتها لمكافحة الإرهاب والمضي قدما نحو تشكيل قوة موازية للدول المتطورة . وهو بلا شك دورٌ فعّال وحاسم لجلالة الملك محمد السادس ، ولولاه ولولا ذكائه لما حصل هذا الانفتاح في ظل قيادته الحكيمة لكي ينعم المغرب بالرخاء والوفرة الاقتصادية و المكانة المرموقة التي بدأ يشهدها وبدأت تعترف بها دول المعمور .
وقد لقيت هاته الخطوات الثابتة المتسمة بالبعد الاستراتيجي التي يقوم بها جلالة الملك داخل وخارج الوطن من اجل رسم ملامح مغرب متطور معاصر بإعجاب عالمي و رضى وطني يظهر من خلال هتافات المواطنين أثناء زياراته لمدن المملكة ومن خلال جموع الجالية المغربية بفرنسا وهولندا التي عبرت عن حبها وتمسكها بهذا الملك الشاب .