بقلم : الخضير قدوري
لاشك ان تعيين السيد بوكنان من طرف صاحب الجلالة عاملا على اقليم تاوريرت لم يكن اختياره يخطئ الهدف ويجانب الصواب باعتباره الرجل المناسب في مكانه المناسب بحكم تخصصه في هندسة المياه والمتوفر على تجربة في هذا الخصوص وذو اطلاع واسع على مشاكل الإقليم في هذا المجال الذي يكتسي طابعا فوضويا أهدرت من اجله أموالا طائلة مما جعل تدبيره يتطلب أموالا باهظة ومشاريع عشوائية او شبه عشوائية قد يتم إصلاحها بإلغائها ونذكر على سبيل المثال لا الحصر محطة معالجة المياه العادمة المتواجدة في غرب المدينة على الطريق الرئيسية في مهب الرياح الأربعة نحو المدينة التي تلوث بيئتها وتملا أجواءها بالروائح الكريهة حيث تنعكس سلبا على مرضى الربو وذوي الحساسيات المختلفة وصحة الساكنة بصفة عامة
حتى الزائر او المار بهذه المدينة قد يضطر الى إغلاق النوافذ والمنافذ الىان يتجاوز حدود الإقليم شرقا وغربا مشروع قد يؤثر تأثيرا خطيرا على البيئة المحيطة بالمدينة وعلى ساكنتها وينعكس سلبا على كل المشاريع السياحية والاجتماعية والإدارية المزمع انجازها في المنطقة المحاذية كالمركب الإسلامي ومرافقه الهامة الذي تبلغ تكلفة انجازه حوالي70 مليون درهما ناهيك عن المدارس والمحكمة الابتدائية والمصحة ومحطة الطرق ومركز التكوين اللوجيستيكي وكل التجزئات السكنية المجاورة باعتبارها مشاريع قد يقوم صاحب الجلالة بتدشين بعضها على العموم فان هذه المحطة تعتبر وصمة عار على جبين المدينة
ومما لا يمكن غض الطرف عنه أيضا مجاري الصرف الصحي المنحدر من الحي الصناعي والمسلخ البلدي في نفس الاتجاه نحو غرب المدينة عبر وادزا والذي ينصب في صبيبه ليهدد السدود والمياه الجوفية بالتلوث حيث يمتزج بمياه السقي وري الخضروات التي يستهلكها سكان المدينة وهذا النهر الذي يعتبر المتنفس البيئي الوحيد لساكنة المدينة الذي ينبغي الاعتناء به فاذ به قد أصبحت ضفافه مطرحا للنفايات والازبال حتى تحول نفسه إلى واد للصرف الصحي
قد نجد في تخصص السيد العامل الجديد ما يلامس معالجة كل هذه المشاكل التي ينبغي ايلاءها أهمية قصوى من اجل إصلاح حقيقي وعلاج معقلن وتدبير محكم
ومادمنا بصدد الحديث في هذا الإطار لا باس من الإشارة الى ضرورة التفكير في إحداث سد يوازي سد الحسن الثاني ليساهم بدوره في تمديد المشروع ألفلاحي الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة حفظه الله ويعمل على توسعة الوعاء العقاري للأراضي السقوية التي تجعل إقليمنا أول او ثاني إقليم فلاحي في الجهة الشرقية بحكم موقعه الجغرافي المنفتح على عدة أقاليم مجاورة والمتميز بثروة مائية هائلة ووعاء عقاري في ملك الجماعة والدولة جدير باستيعاب ملايين المشاريع وإغراء المستثمرين المحليين والوطنيين والأجانب في كل المجالات الصناعية والفلاحية كلها إمكانات هائلة يزخر بها إقليمنا نرجو ان لا يدخر السيد العامل جهدا من اجل الدفع به في إطار الجهوية المتقدمة الى الإمام وبالسرعة الممكنة بذلك يكون قد بصم على ذاكرته وسجل ذكره على صفحات تاريخه نتمنى له التوفيق