بقلم : الخضير قدوري
مازال حي أولاد عدو التابع لنفوذ بلدية تاوريرت بعد التقسيم الإداري الأخير الذي جعله ينفصل عن الجماعة القروية لاهل وادزا منذ أكثر من خمس سنين وهو يغرق في الظلام والازبال ويعاني سكانه من العطش وانعدام الأمن حتى أصبح يشكل وصمة عار على جبين هذه البلدية وبؤرة سوداء في غرب عاصمة الإقليم بين تجزئتي النسيم والياسمين بمحاذاة الطريق الرئيسية عبر مخرجها نحو الغرب ومدخلها نحو الشرق
فإذا كانت معظم قرى هذا الإقليم المترامي الأطراف قد تمت كهربتها بنسبة تتجاوز 90 بالمائة وشبكة تزويدها بالماء الصالح للشرب في طريق الانجاز فان حي أولاد عدو المتواجد غير بعيد من قصر عمالة الإقليم وبلدية عاصمته على طرف نقيض مايزال سكانه يعانون من انعدام هذه المرافق منذ عدة سنوات وان كانوا قد تقدموا بعشرات الطلبات في الموضوع من اجل تسوية وضعيتهم الديموغرافية التي تجعلهم على الشريط الحدودي دون التحديد الإداري الفاصل بين نفوذ الجماعة القروية لأهل وادزا وبلدية المدينة يعيشون في ضل اللامبالاة على هامشي نفوذ الإدارتين لا هم إلى هذه ولا إلى تلك مازالوا تحت طائلة الانتظار يعانون من الحرمان والإهمال إلى أن تتضمنهم اللوائح الانتخابية وعسى أن يتم احتضانهم بإرادة السياسيين لانتشالهم من هذا الضياع بغض النظر عن كونهم مواطنين مغاربة قبل كل شيء
بالرغم من كل ذلك وطوال هذه المدة لم ترق قلوب هؤلاء المسئولين والسياسيين معا فيتحرك في داخلهم الضمير الإنساني بعيدا عن السياسة وبغض النظر عن الروح الوطنية وواجبات المسئولية وحقوق المواطنة فيشفقون على هؤلاء الصبية الذين يقطعون إلى مدارسهم مسافة ليست بالقصيرة في طريق مظلم دامس موحش غير آمن حتى من الكلاب الضالة ونساء يقضين معظم وقتهن في الطواف بأوعية “بلاستيكية” على المنازل بين الأحياء يتسولن جرعة ماء
ليبقى النداء موجها إلى السيد عامل الإقليم وفصل الصيف على الأبواب حينما تستعير الحرارة وتختمر الازبال حيث تعشعش أسراب الذباب وتتقوى جحافل البعوض وتنتعش جراثيم البكتيريا لتهاجم البيئة وتنقل أنواع الحمى والعدوى إلى هؤلاء المواطنين الذين يتساءلون عن أي ذنب اقترفوه ليجعلهم أشقياء استوجب عقابهم واستباح حرمانهم من ابسط حقوقهم من اجل الحياة