بقلم : الخضير قدوري
خلافا لكل الأعراف الدولية والدساتير الكونية فان الدستور الجزائري وحده من يسمح بعهدة رابعة لبوتفليقة المفضية إلى جعله رئيس دولة مدى الحياة ثم ملكا لجمهورية وليس مملكة لان هذه التسمية قد تثير حساسية مفرطة لدى الشعب الجزائري ومن ثم قد يمكنه إذا أمهله الأجل تعديل هذا الدستور للمرة الأخرى على مزاجه ليسمح له بتعيين ولي لعهده حتى وان لم يرزق بذكر سيخلفه احد إخوانه أو إحدى أخواته بالطبع تحت حماية مجلس الوصاية العسكرية بذلك قد يظهر في العالم نظام جديد بكل الأسماء بعد الملكي والإمبراطوري والجمهوري والأميري وغيره على غرار الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية الديمقراطية القذافية العظمى هذا النظام الجامع لكل مواصفات الأنظمة الكونية التي تفتقت عليه عبقرية القذافي الذي ابتكر من بعد ذلك ” اسراطين ” كاسم جديد لدولة فلسطين كل شيئ مسموح به في هذا العالم الغريب والأغرب منه عالمنا العربي
بالعقل وليس بالعاطفة بالفكر وليس بالعصبية يتساءل كل ذي عقل سليم داخل الجزائر أو خارجه إن كانت المدرسة والجامعة الجزائرية وأحزابها الوطنية ذوات التوجهات السياسية والثقافية والاجتماعية والإنسانية المختلفة على مدى نصف قرن من الزمن لم تؤطر بعد جيلا يستطيع استلام المشعل من أيد الآباء والأجداد أم ترى قد عقم الشعب الجزائري فلم يلد رجالا في مستوى المسئولية قادرين على مواجهة تحديات المستقبل والعولمة أم خلق هؤلاء فقط ليؤيدوا ويصفقوا لأولئك الماضويين وان يتقيدوا بغابر أزمانهم ويرتبطون بعهود العسكرة والاستعمار والدبابة والبندقية متناسين أن كل ذلك قد ولى وان أبناءهم قد خلقوا لزمان غير زمانهم
فما بوتفليقة إلا رجلا من بين رجالات الجزائر في زمانه ورئيسا لها قد خلا من قبله رؤساء وقد بلغ من العمر عتيا ولو من غير علة كان من الأجدر به أن يسلم الزمام للشباب بعينه إن أمد الله في عمره ويبقى على شخصه كمرجعية تاريخية ليس لشباب الشعب الجزائري وحده وإنما لكل شباب الشعوب العربية ورئيسا شرفيا يحظى باحترام وتقدير الكل
ولكن في اعتقادي ما يراد بالعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة في وضعه الحالي ليس خيرا له ولا للجزائر ولا للشعب الجزائري مجرد رأي خاص .