ass.chouala‏
الملتقى الاول للطفل

تأسيسا لرؤية تربوية جادة ذات مرجعية مبنية على تراكم أسهم بشكل جاد في إثراء المشهد الجمعوي المغربي، و أذكى روحا خلاقة ساهمت في تجسيد حركية على ميدان الطفولة غير قابلة للإجهاز على امتيازاتها بطرحها مجموعة من الاسئلة التي تخص المجال التربوي، و تقديمها لايجابات جلية المعالم من خلال مجموعة من المناشط و المحافل البيداغوجية.
من هذا المنطلق يأتي الملتقى الوطني السادس للطفل من 29 ماي 2015 الى غاية 31 منه، بمساهمة فعالة لمشتغلين في حقل الطفولة و فعاليات و طاقات تؤمن بمشروع جمعية الشعلة للتربية و الثقافة الهادف إلى تقديم خدمة لمكونات المشهد الجمعوي بإقليم تطوان و لكافة المدن المغربية معتمدين استراتيجية تضع قضايا الطفولة كرهان منسجم مع تطلعات الغيورين على هذه الفئة تأسيسا لإشراقة مستقبلية متميزة لمغرب الغد.
و يأتي اختيارنا لموضوع الطفل و التربية على قيم التسامح في هذا الملتقى لراهنيته مرافعين انطلاقا من البرنامج النظري و التطبيقي و التكويني المسطر للتفعيل على وضع سياسات بديلة تضمن تكريس خدمة عمومية تليق بطموحات أطفالنا وفق وضعيات بيداغوجية تسهم في الارتقاء بالجوانب الايكولوجية و السسيولوجية لاطفال هذا الوطن مركزين في ذلك على التربية الديمقراطية بمفاهيمها المتعددة و قيمها الانسانية الكفيلة بخلق شرط التوازن في المقاربة التربوية، لتثبيت تصور عقلاني يحدد استراتجياتنا التي تمنح مشروعيتها من القيمة الكونية المنفتحة على القضايا الخاصة بالطفولة لرسم بدائل واقعية ذات حمولات إجرائية.
بالاضافة إلى ذلك فالموضوع يأتي في سياق دينامية النهوض بشأن الطفولة بالعمل على تمكينها من تنمية قيم المواطنة باعتبارها جزء من هويتها و مجالا لإظهار تعدديتها و تنوعها و اختلاطاتها و تسامحها مع المساهمة في إشاعة القيم الانسانية لكونها قاسما مشتركا بين أطفال العالم، و تحصينها من الممارسات المنحرفة و الانزياحات المفضية إلى خلخلة المفاهيم لديها و العصف بمستقبلها و العمل على إشاعة الممارسات الصحية السليمة للحفاظ على امتيازاتها كاملة في ممارسة حقها في الترفيه و التمدرس و الصحة و الرعاية و التعبير لتحقيق اندماج متكامل لمنظومة القيم بوضع وعاء تربوي ملائم يعزز قدراتنا على الانجاز البيداغوجي الذي بإمكانه المساهمة في ترسيخ ثقافة بديلة تؤشر على توطين قيم التسامح كفعل تربوي قائم يساهم في إعداد الطفل إعدادا كاملا ليحيا حياة فردية في المجتمع و تربيته بروح المثل العليا المعلنة في المواثيق الدولية و خصوصا بروح السلم و الكرامة و الحرية و المساواة و الاخاء و حمايته من كل أشكال العنف و اللاتسامح على اعتبار أن الطفل خط أحمر، مربع ممنوع اللعب فيه، هو الكيان الذي ينبغي حمايته، تأهيله، تربيته، وضع رهن إشارته كل الوسائل من أجل أن تساعده لتتفتح مواهبه و قدراته و مصاحبته في كل مراحل نموه حتى ينضج و يصبح مؤهلا لان يستقل بذاته بعدما يكون قد اكتسب المناعة الفكرية و الحصانة الروحية التي تجعله في مأمن من كل توظيف و هذه من مهام الدولة المدنية و من مسؤولية مؤسساتها الرسمية و غير الرسمية.
السؤال الاكبر الذي يحاصرنا في هذا السياق، هو هل الطفولة التي تحيا في احزمة البؤس محصنة ضد أي انحراف و هل تصلها السياسات الاجتماعية و التربوية و هل تحضر فيها أنشطة الجمعيات العاملة في مجال الطفولة و الشباب، و ما هي البرامج التي أعدتها الدولة و المنظمات غير الحكومية لحماية طفولتنا من الاستغلال و العنف، ثم هل صاحب ذلك إجراءات على مستوى الترسانة القانونية لتجريم هذه السلوكات؟ و هل تعمل الدولة و معها الجمعيات المدنية على دراسة و إعداد تقارير عن هذه الظواهر الخطيرة التي تهدد أمن و سلامة و مستقبل الدولة و المجتمع معا.
تلكم أسئلة سنحاول الإجابة عنها من خلال مختلف الآراء و التدخلات و المساهمات التي سنكشف عنها في الجلسات العلمية التي سنعقدها و في اللقاءات التفاعلية التكوينية الموجهة لتأهيل الاطر التربوية للتعامل مع الطفل و كذلك في الورشات التطبيقية المتضمنة لآليات تمرير خطاب التسامح للطفل من خلال وسائط تربوية هادفة.
هذه الورقة هي أرضية أولية لطرح أسئلة متعلقة بالطفولة و التربية على قيم التسامح تروم أولا الإحاطة بالموضوع و استجلاء العناصر المتضمنة فيه و الكشف عن خباياه و ربطه بالسياقات الاجتماعية و التاريخية و التربوية لرسم خريطة فكرية له و اقتراح بدائل عملية تهم مختلف الاطراف و التي تدخل مباشرة في ميدان حماية الطفولة و رعايتها.