بقلم الخضير قدوري :
على اثر خبر نجاة السيد بنكيران من موت محقق عندما كان يستقل طائرة من الرباط إلى وجدة من اجل عقد اجتماع حزبي ربما كان هذا الاجتماع ينصب أو لا ينصب في مصلحة الشعب والجمهور الوجدي ولما التحق بنكيران برفاقه وكان وجهه هذه المرة اصفر وليس كما كان احمر كلما أراد أن يعلن عن زيادة في سعر الكازوال ثم قال لهم ” إنكم كنتم ستأتون إلى الرباط من اجل العزاء “ كيفما كان الحال لا احسب أن عهدة السيد بنكيران ستنتهي بخير ذلك ما نسمعه ونراه ونلمسه وسط هذا الشعب الذي خذله بنكيران خذلانا لا نظير له فلو أن هذا الأخير كان يخرج من برجه ويبتعد قليلا عن محيطه ليرى ويسمع ما يردده الشعب في حقه وهو لا يريد أن يسمع أو يرى من ينتقده أو ينصحه أو يعلمه ويفضل أن يبقى عن ذلك في صمم و ابعد ما يكون عن كل من يبدي له انه قد اخلف وعده مع الشعب الذي حمله على ظهره و أوصله إلى المرتبة التي لم يكن يحلم بها طوال حياته
لقد اخلف السيد بنكيران وعده مع الشعب الذي انقض ظهره بحمولات لا قبل له بها ويحسب انه كان خبيرا بقدرة تحمله وبقوة طاقته عبقريا في إخضاعه وبالتالي القادر على سحقه دون أن يسمع منه صراخا أو بكاء أو أنينا
علما أن الشعب المغربي لم يعد يبكي أو ينحني وإنما سيعاقب متى سنحت له الأيام بذلك وسيكون عقابه اشد قساوة خاليا من كل شفقة ورحمة ولا شك أن السيد بنكيران سيعاقب سياسيا واجتماعيا ودنيويا وأخرويا فان كانت الطائرة المقلة لسيادته لم تسمح لها الظروف الجوية بالنزول في مطار أنكاد لم تكن جماهير وجدة من منعها من ذلك ولم يكن الوجديون من وقفوا في المطار محتجين على قدومه ولكنه الله الذي يطلع على قلب السيد بنكيران وربما قد أراد به خيرا أو شرا فهل يعتبر ما حدث إنذارا شديد اللهجة من عظيم شديد القوى
لقد تتبعت ردود فعل المتتبعين وتعاليقهم على الحادث فلم أكن أجد بينهم من يهنئ السيد بنكيران على سلامته بقدر ما كانوا يلعنونها
لم يعد يفصلنا عن الانتخابات سوى شهور قليلة التي ولا شك أنها ستعطي درسا لحزب المصباح الذي نفذ زيته وتكسر زجاجه وانطفأ نوره إلى الأبد مهما سيحاول رئيس الحكومة وضع إستراتيجية تحفظ له ماء الوجه ولو لأيام قليلة اللهم إلا إذا كان هذا الأخير يتوفر على أتباع لا ينتمون لطبقات المعذبين من الفقراء والمعوزين والمستضعفين والمساكين ويفوق عددهم الذين افرغ بنكيران جيوبهم واظلم بيوتهم واعطش أجسادهم ومن شياطين جن وانس سيملئون الصناديق برموزهم جريا على العادة المألوفة وسيمكرون ويمكرون لكن يبقى الله خير الماكرين
فإذا كان هذا حال بنكيران الذي منعته العواصف الشرقية من النزول في مطار وجدة فما بال السيد الخلفي الوزير الناطق الرسمي باسمه الذي كاد هو الأخر أن تجرفه الفيضانات الجنوبية لذلك قلنا لا نحسب أن عهدة هذه المجموعة ستنتهي بخير ولا نشك في أثرها الذي سينعكس أكثر من سلب على الحكومات اللاحقة ومن تراثنا الشعبى مثل يقول ” أمين و أمين تخلي الديار وتعمر القبور، و أمين و أمين تحلي الحياة وتطيل الأعمار ” وأخوف ما يخافه الإنسان على الإنسان أن يرفع إلى السماء عيناه والى الله اكف الضراعة ومازال الإنسان مغرورا مادام ينام و يستيقظ وعينه لا تسال إذا نام ولم يستيقظ وإذا كان معظمهم يخططون لحياة أطول ويهيئون مستقبل أبنائهم على مقاسهم سأقول لهم بئس ما تخططون له و ويل لكم فهل تزر وازرة وزر أخرى وهل كان من أولائك من يسدد حساباتكم ويؤدي ما بذممكم من حقوق الأفراد والجماعات أو تجدون إلى جانبكم من سيحمل قسطا من ثقل الأمانة والمسئولية التي عرضت على الأرض والجبال فأبين أن يحملنها فحملتموها وكنتم جهلاء وظلماء .
Bravo mr lakhdar