تاوريرت بريس :

 يراهن المغرب على سياحة الأعمال والمؤتمرات للمحافظة على وتيرة استقطابه للسياح، عبر تنظيمه لمؤتمرات إقليمية ودولية بعدة مدن حيث يأتي هذا الرهان، بينما لا تزال السياحة في البلاد تحطم أرقاما قياسية خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتتجاوز هذه الأرقام عدد الأجانب الذين زاروا البلاد 13 مليونا خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2024.
وتحولت عدة مدن مغربية إلى قبلة لتنظيم مؤتمرات إقليمية ودولية، مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء (غرب)، ومراكش وطنجة (شمال).
وفي يوليو الماضي، كشفت وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور، عن اعتزام المملكة تعزيز وتطوير أنواع متعددة من السياحة، ضمن جهودها لاستقطاب 17.5 مليون سائح بحلول 2026.
وأوضحت في كلمة بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان) أن “من بين هذه الأنواع، سياحة المدن التي ستمكن من تقديم عرض أكثر تنوعا (للسياح)”.
وتابعت “سندعم السياحة الشاطئية التي سيتم فيها تحسين كل الخدمات في الشواطئ، وسياحة الصحراء والواحات” وكذلك “سياحة الأعمال، عبر استقبال عدد أكبر من السياح الذين يشاركون في المعارض والمؤتمرات، والسياحة الثقافية التي ستعزز التراث، من خلال جعل المدن العتيقة والقصور والقصبات (تجمعات سكنية عتيقة) وجهات جذابة”.
كما تطمح المملكة وفق الوزيرة إلى تعزيز سياحة المحيط والأمواج، التي تركز على الرياضات المائية، فضلا عن سياحة الطبيعة والرحلات في الهواء الطلق، وسنركز فيها على تطوير السياحة الخضراء.
وبحسب فوزي الزمراني، الخبير في المجال السياحي، “نجح المغرب في تنظيم مؤتمرات دولية مثل الاجتماعات العامة السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مركز المؤتمرات في باب “إغلي” (وسط مدينة مراكش)”.

وقال: أن إنشاء المكان الذي استضاف هذا الحدث استغرق عدة أشهر بمشاركة عشرات الشركات مشيرا إلى أنه نفس المكان الذي احتضن مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 22) عام 2016 موضحا أن بلاده أسست لسياحة المؤتمرات منذ مدة، ما جعلها تحتضن كثيرا من المؤتمرات واللقاءات الدولية.
وترجع تجربة المملكة في هذا النوع من السياحة إلى ثمانينيات القرن الماضي، بحسب الخبير المغربي قائلا “تشييد فندق ملحق بقصر المؤتمرات وسط مدينة مراكش آنذاك، وفر مكانا مناسبا لاستضافة 5000 شخص في ظروف تستجيب للمعايير الدولية”.
وتابع: ساهم هذا المشروع آنذاك في استضافة قصر المؤتمرات، المؤتمر العالمي الثالث عشر للخصوبة والعقم الذي شهد مشاركة 4000 طبيب أمراض نسائية من عدة دول”.
وأبرز أن ما يميز المملكة، قربها من دول عدة وتوفرها على أماكن ترفيهية كثيرة، ما يسهل لها تنظيم ملتقيات دولية.