بقلم : عزالدين قدوري

 بعد مرور النصف الأول من عمر المجلس الجماعي لمدينة تاوريرت و التي اتسمت بسوء التسيير و انعقاد دوراته المغلقة التي عبرت عن جبنه وعدم قدرته على التفاعل و مواجهة أسئلة المواطن ، و لم يكن من الممكن لهذه الدورات أن تمر دون مشاداة كلامية كانت في بعض الأحيان تكاد تنتهي بالعنف ، فكانت النتيجة لهدا الفشل إلى جانب أسباب أخرى مرتبطة باختلالات في التسيير أن تم عزل رئيس المجلس السابق إلى جانب عضو جماعي ، و تطبيقا لمقتضيات قانون الجماعات الجاري به العمل تم مؤخرا تشكيل مجلس جديد كثر الحديث عنه في الساحة التاوريرتية خصوصا و انه يضم أعضاء شبابية اغلبها كانت في معارضة المجلس السابق و التي لم يتوقف صوتها في الواقع و في المواقع عن التنديد بالأوضاع الهشة التي تعرفها المدينة على كافة المستويات – نتمنى أن يبقى صوتها مسموعا ولا يخفت في المجلس الجديد -.
وقد اعتبر عدد من المواطنين أن تغيير المجلس في حد ذاته نقطة ايجابية ، في حين بدا البعض متشائما بهذا التغيير الذي لن يغير أي شيء على مستوى جماعة تاوريرت إذ أن المدة الباقية غير كافية لتنزيل المشاريع و الأوراش التنموية على أرض الواقع.
لكن من وجهة نظري المتواضعة و كمتابع للشأن المحلي فان الخلافات بين مكونات المجلس السابق و التي كانت سببا في تعثر و عرقلة الأوراش و التنمية المحلية إذا استمرت حتى في المجلس الجديد فإنها لن تغير شيئا ما لم يتم طيها و الانكباب على تنفيذ المشاريع و الأوراش المتعثرة بسبب هذه المشاكل.
و مما يجب الإشارة إليه أن توقف عجلة التنمية بمدينة تاوريرت لم يكن فقط مرتبط بصراعات المجلس الداخلية ، بل كان مرتبط بعدم قدرة الأحزاب على فرز نخبة سياسية وفق معايير الكفاءة و النزاهة والرصيد النضالي، تمارس التدبير بدافع وطني أخلاقي يطمح إلى تحقيق التنمية وخدمة مصالح المواطنين أولا .
لكن يبقى الأمل معقود بقلة من الأعضاء داخل المجلس الجديد لها من الخبرة ما لها ، و باتت في موقع يمكنها من اجتياز هذا التحدي و هذا الامتحان ، لذلك و حتى لا تخيب آمال الساكنة فقد بات عليها إبداع حلول جديدة لمشاكل المدينة و نهج نمط جديد في التسيير مبني على التواصل و التفاعل مع باقي مكونات المجلس لتحقيق التناسق و التشاور و معالجة كل الاختلالات التي تعاني منها مدينة تاوريرت بما فيها الركود الاقتصادي و الاجتماعي و الصحي و غيرها من المشاكل التي كانت تطرح بقوة من أعضاء هذا المجلس في عهد المجلس السابق.