تاوريرت بريس :
ترأس الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، مولاي الحسن الداكي، وفدا قضائيا مغربيا للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الأول على المستوى الأوروبي للجمعية الدولية لأعضاء النيابة العامة، المنعقد بإسطنبول في تركيا خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 5 ماي الجاري.
وذكر بلاغ لرئاسة النيابة العامة، اليوم الجمعة، أن هذا المؤتمر المنظم حول موضوع “التحقيق الفعال في زمن الرقمنة”، ناقش خلال ثلاثة أيام مواضيع ذات راهنية من قبيل “ظهور الرقمنة وآثارها على الإجراءات الجنائية”، وذلك من خلال جمع واستعمال الأدلة الرقمية في الإجراءات الجنائية وآثار البروتوكول الثاني لاتفاقية “بودابست” على الجرائم الاقتصادية.
وأضاف المصدر ذاته أن المؤتمر تداول أيضا إشكالية عدم شرعية الأدلة الرقمية ومدى نجاعة محاربة الجرائم الاقتصادية في زمن الرقمنة، خاصة الجرائم المرتكبة باستعمال العملات المشفرة، واستعمال هذه الأخيرة في غسل الأموال، والتحدي الذي ترفعه العملات المشفرة في وجه التحقيقات المالية.
وفي السياق الذاته، يضيف البلاغ، تطرقت أشغال المؤتمر إلى راهنية استعمال الذكاء الاصطناعي في الإجراءات الجنائية والمسؤولية الجنائية في ذلك، ونتائج استعمال هذا الذكاء الاصطناعي في الإجراءات الجنائية.
وبالموازاة مع أشغال هذا المؤتمر، أجرى السيد الداكي مباحثات مع المدعي العام التركي، المستشار بكير شاهين. كما التقى بالنائب العام البحريني، علي بن فضل البوعينين.
وأشار البلاغ إلى أن مشاركة السيد الداكي في هذا المؤتمر شكلت فرصة لزيارة قصر العدالة بإسطنبول، حيث اطلع على مجموعة من المرافق الإدارية.
كما أعرب عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على تضامنه وتعازيه خلال كارثة الزلزال التي ضربت الجنوب التركي.
من جهة أخرى، أشاد السيد شنطوب، خلال هذا اللقاء الذي حضره سفير صاحب الجلالة لدى الجمهورية التركية، السيد محمد علي الأزرق، بالعلاقات متينة التي تجمع أنقرة بالرباط، مسجلا أن المغرب هو بلد مهم في الفضاء المتوسطي بالنسبة لتركيا.
وفي هذا السياق، سجل المتحدث أن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت 4,7 مليار دولار في 2022، بزيادة تقدر بـ 10 في المائة مقارنة بالسنة التي سبقتها، مع استقرار في المملكة ما يقارب 160 شركة أحدثت 10 آلاف منصب شغل.
واعتبر أن هذه أرقام جيدة، لكن “نطمح إلى المزيد من المبادلات من خلال تفعيل آليات التعاون وانخراط جميع المؤسسات في هذه الدينامية، بما فيها البرلمان”، داعيا إلى تكثيف الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين.
كما هنأ البرلمان المغربي على نجاح اجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، برئاسة السيد الطالبي العلمي، والتي نظمت مؤخرا في المغرب.
من جانبه، جدد رئيس مجلس النواب المغربي تعازي صاحب الجلالة، والحكومة والبرلمان المغربيين، على إثر الكارثة التي ألمت بتركيا شهر فبراير الماضي.
وأعرب عن امتنانه للموقف التركي تجاه الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن المغرب وتركيا يتقاسمان نفس المبادئ المتمثلة في عدم التدخل، واحترام السيادة الترابية للدول، والسلم والأمن الدوليين، وحل النزاعات بطرق سلمية.
من جهة أخرى، أكد السيد الطالبي العلمي على أن المغرب يوفر فرصا كبيرة ومتعددة للاستثمار، وأنه بوابة وحلقة أساسية للولوج للأسواق الإفريقية، داعيا إلى تطوير شراكات بين المغرب وتركيا على أساس مبدأ رابح-رابح لاستكشاف الفرص التي توفرها إفريقيا.
ونوه المتحدث بالطفرة التي عرفتها تركيا خلال العقدين الماضيين، مشيدا بدور أنقرة الإيجابي في الأزمة الروسية الأوكرانية، لاسيما من خلال المساهمة في إبرام اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.
وبهذه المناسبة، وجه السيد الطالبي العلمي دعوة إلى نظيره التركي للمشاركة في القمة البرلمانية حول الحوار بين الأديان، التي ستعقد بمراكش شهر يونيو القادم.
يذكر أن أشغال القمة 61 للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، انطلقت، أمس الخميس بأنقرة، بمشاركة السيد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
وستناقش هذه القمة، المنظمة على مدى يومين (4 -5 ماي الجاري)، آفاق وتحديات الجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، ودور المؤسسات التشريعية الوطنية في تعزيز السلم والاستقرار والتطور الاقتصادي، ومواضيع أخرى ذات صلة.