تاوريرت بريس :
صدر حديثا عن منشورات (أرشيف المغرب) كتاب جديد بعنوان “من ذاكرة واحة فجيج – مجموعة وثائقية (1882-1912)”، للباحث عكاشة برحاب.
وأكد المؤلف في تمهيد الكتاب الذي يقع في 313 صفحة من القطع المتوسط، أن هذه المجموعة الوثائقية تستحضر ذاكرة واحة فجيج منذ نهاية القرن التاسع عشر، وكانت في الأصل مشروع بحث يعود لسنة 2003، مبرزا أن حادثة طرد السلطات الجزائرية للمزارعين المغاربة الذين كانوا يتسغلون موقع العرجة الواقع على الحدود مع المغرب، في ميدان الفلاحة في مارس 2021، كانت حافزا قويا لنشر ما توفر لديه من وثائق عن فجيج ومحيطها في جنوب شرق المغرب.
وأضاف برحاب أن هذا المؤلف يضم “وثائق ترصد الأوضاع في جنوب شرق المغرب عامة وفي واحة فجيج ومحيطها على وجه الخصوص، وذلك خلال الفترة من 1882 إلى 1912، وكذا قضايا متنوعة جميعها مرتبط بالتهديد الفرنسي لهذا المجال، وما ترتب عنه من أحداث ووقائع.
كما ترصد الوثائق المنشورة في المؤلف اهتمام الدولة وجهودها في سبيل درء المخاطر عن واحة فجيج ومحيطها، وجوانب متعلقة بمسألة البيعة في نهاية العقد الأول من القرن العشرين وقضايا أخرى بعضها تتعلق بالعادات العريقة بقصور فيجيج، وبعضها يرتبط بصعوبة العيش وقساوة الطبيعة وضيق المجال المتزايد، وغيرها.
ويستمد الكتاب أهميته من “الوثائق المرتبطة بمنطقة كانت تعاني من أطماع المستعمر الفرنسي في الماضي، وتعاني اليوم من نتائج اتفاقيات الحدود الموقعة مع الجزائر المستقلة”.
وقال مدير مؤسسة (أرشيف المغرب)، جامع بيضا، في تقديمه لهذا الكتاب، إن هذا المؤلف يندرج في إطار استمرار انشغال الباحث برحاب بالقضايا المتصلة بالمغرب الشرقي، ويشكل عملا “سيضع بين أيدي الباحثين والمهتمين دررا نفيسة التقطها الأستاذ برحاب بصبر الباحث المثابر، خلال سنوات عديدة، في مراكز الأرشيف بالمغرب وفرنسا، من أجل تقاسمها معهم، وجعل بعضهم يهتدي من خلالها إلى بحوث في قضايا معرفية جديدة”.
وخلص السيد بيضا إلى أن نشر مؤسسة (أرشيف المغرب) لهذا الكتاب “ينسجم تمام مع إحدى مهامها الرامية إلى تثمين الأرشيفات وإتاحتها للباحثين والمهتمين”، مؤكدا أنه “عندما يتعلق الأمر بوثائق تعالج قضايا منطقة كانت في الماضي، ومازالت، محط أطماع ومناورات أجنبية، فذلك لا يزيد مسألة النشر إلا أهمية وراهنية”.