تاوريرت بريس:
مازال حي الكرارمة الثاني من البؤر السوداء الذي مازال سكانه يغرقون في العتمة ويعانون من العطش غرب مدينة تاوريرت رغم صراخ وعويل لم يصل صداها إلى الأذان المصغية ومازالت السلطات المعنية عنه في صمم تارة تلقي بالكرة في ملاعب بعضها وأخرى باللائمة إلى جهات متدخلة مهما كانت الأسباب والمسببات قد يبقى من العار ان تعيش مجموعة من سكان حي بالمدينة دون ماء صالح للشرب وهي تغرق في النفايات والازبال في غياب حماة للبيئة وفي عتمة تملا أزقتها التي تجوبها الكلاب الضالة ليلا ونهارا
سكان حي اقل ما يمكن ان يقال عنهم والحالة هذه أنهم من المغضوب عليهم من طرف سلطات هذه المدينة لا لذنب سوى أنهم خارج التغطية السياسية في انتظار أي مستقطب قد يحل بالحي يوما فتدمج مشاكلهم كنقطة في جدول أعماله ضمن حملة انتخابية قد تنجح أو تفشل وإلا فماذا يعني حرمان سكان حي دون غيره من الأحياء المحيطة به من هذه الضروريات للحياة منذ أكثر من ثلاث صائفات مرت على طرح المشكل بحدته أكثر من مرة على الإدارة ونوقش في عدة لقاءات واجتماعات ومازال سكان حي الكرارمة اثنين لم يلاقوا جوابا أو يولى لهم أي اهتمام بمعاناتهم اليومية مع هذه المادة الحيوية
من المحير جدا أن لا يتألم أي مسئول من أحوال هؤلاء النسوة والشيوخ والصبية والحيوانات التي تظل منذ الفجر تتسول جرعات الماء بأبواب سكان أحياء مجاورة وورشات البناء وليس ثم من مسئول يملك قليلا من الروح الإنسانية فيعترض سبيل هؤلاء المتسولين ليتفقد أحوالهم و يحس بإحساسهم حتى لا يكون بحمل الأمانة جهولا ولنفسه ظلوما .لله در مسئول خاف أن تعثر بغلة في الشام فيسأله الله لماذا لم يصلح لها الطريق ،وبالأحرى ان يتعثر عشرات السكان ليلا في أزقة يعمها ظلام دامس وخيوط الإنارة معلقة على رؤوسهم ويعانون من عطش حارق وقنوات الماء تجري من تحت أقدامهم فكيف يكون السؤال وكيف يكون رد الجواب