تاوريرت بريس :
تدفق حجاج بيت الله الحرام على مشعر عرفات، الأحد التاسع من ذي الحجة، لأداء الركن الأعظم في الحج المتمثل في الوقوف بعرفات والذي لا تصح بدونه المناسك، في مشهد مهيب تحيطه إجراأت أمنية مشددة ومتابعة لصيقة من السلطات السعودية.
ووصل ما يقارب المليوني حاج من ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات على بعد 12 كيلومترا من مكة المكرمة بعد قضائهم يوم التروية في مشعر منى يوم الثامن من ذي الحجة، ليقفوا اليوم على صعيد عرفات الطاهر مستغرقين بالخصوص في الذكر والدعاء، وذلك في أفضل يوم طلعت عليه الشمس، والذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا ليباهي بعبيده الحجاج الملائكة ويستجيب لدعائهم ويعتق رقابهم من النار.
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية، التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
واعتمدت وزارة الحج والعمرة السعودية في موسم الحج لهذا العام مناهج جديدة في برامج تفويج الحجاج لهذا العام من مخيماتهم في منى إلى مكان رمي الجمرات لتسهيل عمليات التفويج وتمكين الحجاج من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، منها اعتماد نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات لرصد حركة الحشود، فضلا عن تطبيق مشروع السوار الإلكتروني على الحجاج لأول مرة بهدف سرعة التعرف عليهم وقراءة بياناتهم إلكترونيا، خصوصا من لا يتحدثون العربية.
ومع غروب شمس يوم عرفة ستبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى “مزدلفة” ليصلوا بها المغرب والعشاء، ويقفوا بها حتى فجر الإثنين العاشر من ذي الحجة، لأن المبيت بمزدلفة واجب تأسيا بالرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بات بها وصلى فيها الفجر.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير، وبعدها يتوجهون إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة ليكون آخر عهده بالبيت الحرام طواف الوداع في نهاية مناسك الحج.