تاوريرت بريس :
أكد وزير البيئة والتنمية المستدامة الأرجنتيني، السيد سيرخيو بيرغمان، اليوم الخميس ببوينوس أيرس، أن بلاده تدرك حجم التقدم الكبير الذي حققه المغرب على مستوى ممارساته في المجال البيئي والاجتماعي، والذي جعل منه مرجعا إفريقيا.
وأبرز السيد بيرغمان، الذي حل ضيفا على اللقاء الشهري الأول الذي نظمه قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية، والذي تمحور حول قمة المناخ “كوب 22″ التي ستستضيفها مدينة مراكش في نونبر المقبل، جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس في بناء دولة عصرية حديثة تدعم الاندماج العالمي والبعد التشاركي، لا سيما من خلال مبادرات مثل قمة مراكش، مؤكدا أن بلاده تدرك حجم التقدم الذي حققته المملكة على مستوى ممارساتها في المجال البيئي والاجتماعي، وكذا من خلال إصلاحاتها الدستورية ونهوضها بحقوق الإنسان.
وأضاف أن هذا اللقاء، الذي تم بحضور ثلة من المراسلين الأجانب المعتمدين بالأرجنتين وبالتزامن مع انعقاد ندوتين دوليتين ببوينوس أيرس تحضيريتين لقمة المناخ بمراكش، شكل مناسبة لتسليط الضوء على أجندة الأرجنتين وجهودها في أفق مشاركتها في القمة العالمية التي سيحتضنها المغرب، مشددا على أن المملكة تمثل “صديقا استراتيجيا للأرجنتين” وعلى ضرورة تعميق الأجندة المشتركة بين البلدين.
وقال الوزير الأرجنتيني إن “كوب 22″ ستكون قمة العمل وتنفيذ الالتزامات التي كانت البلدان في السابق تطلقها وتبقى مجرد شعارات، مؤكدا “إننا سعداء جدا لأن يكون المغرب هو مستضيف القمة، ونحن متحمسون للغاية للمشاركة فيها”.
واعتبر السيد بيرغمان أن كوكب الأرض “معتل” لأن البشرية لم تعتن به وتعاملت معه بإهمال وبعدم مسؤولية ومن تمة “ارتفاع درجة حرارته”، مشددا على ضرورة العمل الجماعي من أجل صيانة هذا “الفضاء المشترك” للعيش وحمايته.
وأضاف، في هذا الصدد، أن التصور الذي تتقاسمه بلاده مع المغرب يقوم على ضمان كوكب سليم ونظيف للأجيال القادمة، عبر تظافر جهود الجميع عبر العالم لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المطروحة.
وقال وزير البيئة والتنمية المستدامة الأرجنتيني إن إفريقيا لم تعد على الهامش كما كانت، بل أضحت في الواجهة بفضل مشاريع ومبادرات مثل تلك التي أطلقها المغرب، لاسيما في مجال الطاقات المتجددة والهجرة والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن المصادقة اليوم الخميس على اتفاقية باريس بالبرلمان الأرجنتيني وكذا القرار الذي سبق أن اتخذه الرئيس الأرجنتيني بإحداث مجلس وطني للتغيرات المناخية، وهي هيئة وطنية ذات أهمية، تؤكد أن الأرجنتين طورت أجندة تقوم على التنمية المستدامة وحقوق الإنسان تراعي كرامة الإنسان والعيش الكريم، مبرزا أن بلاده ستحمل هذا الزخم إلى قمة مراكش.
من جهته، أبرز السيد نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، واللجنة العلمية لمؤتمر “كوب 22″، الذي حضر هذا اللقاء على هامش مشاركته في ندوتين دوليتين تحتضنهما حاليا بوينوس أيرس تحضيرا لقمة مراكش، الطموح والأمل الذي يحمله هذا الموعد الدولي بالنسبة للعالم، مشيرا إلى السياق الذي تنعقد فيه هذه القمة، والتي اعتبر أنها ستكون محطة للانتقال من المفاوضات إلى التنفيذ، من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في اتفاق باريس.
واستعرض السيد بركة أولويات قمة مراكش، والتي تتمثل في تعزيز قدرات البلدان في مواجهة التغيرات المناخية، والتكيف مع هذه التغيرات، وتعزيز مساهمة ودور الجماعات الترابية في تنزيل السياسات العمومية التي تراعي الحفاظ على البيئة، والتمويل ونقل التكنولوجيا، لاسيما لفائدة دول الجنوب والبلدان الأقل تقدما في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، والدول الجزرية الصغيرة.
وذكر رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر “كوب 22″ بعدد من المشاريع الاستثمارية التي أطلقها المغرب في مجال الطاقة وفي مقدمتها مشروع “نور” بورزازات، مشيرا إلى أن المملكة تسعى إلى أن تمثل نسبة الطاقة الشمسية والريحية 42 في المائة من الإنتاج في أفق سنة 2020 ، على أن ترفع هذه النسبة إلى 52 بالمائة في أفق سنة 2050.
وبدوره، أكد سفير المملكة ببوينوس أيرس، السيد فؤاد يزوغ، خلال هذا اللقاء، على أن المغرب يسعى إلى تحقيق الانسجام بين سياساته الداخلية والسياسات الدولية في مجال مكافحة التغيرات المناخية.
كما شدد على أن قمة “كوب 22″ تشكل فرصة وموعدا لإشراك كافة الفاعلين، بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني والعلمي والأكاديميين والجامعيين والإعلاميين، من أجل الخروج بسياسات ناجعة تساهم في التقليل من تأثير التغيرات المناخية على البيئة.
يشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار اللقاءات الشهرية التي أطلقها قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية من أجل خلق فضاء لمناقشة مختلف القضايا الراهنة المحلية والإقليمية وكذا تلك المرتبطة بالعلاقات المغربية الأرجنتينية، وذلك من خلال استضافة فعاليات وشخصيات من مشارب مختلفة، لا سيما من عالم السياسة والثقافة والاقتصاد والإعلام والرياضة، لتسليط الضوء على قضايا راهنة وأخرى تهم العلاقات المغربية- الأمريكية اللاتينية.