تاوريرت بريس :
المغرب هو بلد الأمن و الاستقرار الذي استطاع أن يفرض ذاته على الساحة الدولية بثقة ويقين في المستقبل و أبان انه دولة قادرة على تمكين مواطنيها من الأمن والازدهار بفضل خطاه الثابتة رغم ما تشهده المنطقة من توترات خلفها الربيع العربي ، فالأرقام الصادرة عن البنك الدولي قالت أن المغرب سيواصل منحى النمو ليبلغ 5 بالمائة سنة 2017 . وتنبأت له بإحراز مراتب متقدمة بدأت بوادرها تبرز للوجود بعد أن احتل المرتبة الثانية عربيا بعد السعودية في قائمة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنظم بمدينة “دافوس” السويسرية تم نشرها يوم الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2016 ، كما حلّت تونس رابعة عربيًا بحلولها في المركز 47، والأردن بعدها في المركز 51، وأخيرًا الجزائر في المركز 60.
وهذا التصنيف جعل المغرب يتبوأ مرتبة ثانية على مستوى الدول العربية ومتقدمة على صعيد دول شمال افريقية وهي مؤشرات تزيده فخرا و عزما على مواصلة دربه نحو التقدم تحت الرعاية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي باتت تشيد بسياسته مجموعة من الدول والشخصيات العالمية نذكر على سبيل المثال لا الحصر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي نوه مؤخرا في محاضرة ألقاها بأبوظبي بالمبادرات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وقال بصريح العبارة إنه ” لا يحظى الجميع بفرصة أن يكون لديهم قائد مثل ملك المغرب “.وبعده السيد جان بيير رافاران رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي الذي وصف التعاون المغربي الفرنسي في المجال الأمني ب “المثمر” و “الإيجابي”. ومن بلاد السويد أشاد الملك كارل السادس عشر غوستاف بالجهود و بمسلسل الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي يبدلها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس . وهذه الصورة المشرفة للمغرب أمام أمم العالم لم تكن وليدة لحظة بل جاءت نتيجة لسياسة تنموية تعتمد رؤية استشرافية للمستقبل ، رؤية إستراتيجية بعيدة المدى تسير جنبا إلى جنب مع الإرادة القوية لتطبيق وتجسيد هذه المشاريع الضخمة التي يدشنها جلالة الملك على ارض الواقع لرسم صورة مغرب مشرق وقد بدأت تتحقق بعضها حقيقة وبعضها الأخر لازال سائرا نحو التحقق .
وعلى مستوى الأمن والاستقرار لجأت مجموعة من دول الجوار والدول الغربية إلى النهل من النموذج الديني الناجح للمغرب الذي تمكن من خلق تنشئة اجتماعية سليمة تقوم على العقلانية والوسطية والاعتدال والتسامح وهو ما تبلور في تكوين مجموعة الأئمة من دول إسلامية بالمغرب و في الاتفاقية التي جرت بينه وبين فرنسا بعد أحداثها الأخيرة . هذا من جانب ومن جانب أخر نشير إلى النتائج الجد ايجابية التي حققتها أجهزة الأمن وعلى رأسها قسم المخابرات التي ساهمت بدور كبير في اعتبار المغرب بلدا آمنا وهو ما أكده الحزب المحافظ بزعامة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل .
. أما على صعيد المشاريع الإنمائية فقد دشن المغرب عهدا جديدا تحت السياسة الرشيدة للملك محمد السادس مثل مشروع المغرب الأخضر وبناء موانئ كبيرة مثل مناء طنجة ومشروع الطاقة المتجددة بورزازات ومشاريع أخرى أعطيت انطلاقتها بمدينة العيون خلال الزيارة الملكية الأخيرة .
وقد مكنت هده الصورة المشرفة للمغرب بين بلدان المعمور وبفضل سياسة الانفتاح على الأخر من استقبال أفواج هامة من السياح و استقطاب عدد من المستثمرين و المشاريع الأجنبية الضخمة التي قررت تأسيس فروعها بالمغرب مثل الشركة الأمريكية المتخصصة في تجهيزات السيارات “ديلفي” (Delphi ) التي قررت خلق وحدة صناعية جديدة في مكناس ستخصص لإنتاج كابلات السيارات و المجموعة الكندية “بومبارديي” (Bombarder) التي أعلنت على نقل بعض أنشطتها إلى مصنعها في المغرب و شركة “أكوم (Acome) التي تعتزم خلق مصنع لها هذه السنة ( 2016 ) بطنجة ….
هذا ولا زال مغربنا شامخا وسيزداد شموخا مادام ماضيا في تهيئة بنيته التحتية بمعايير دولية ( سياسة السماء المفتوحة ، الطرق السيارة ، بناء اكبر جسر في افريقا ، الطرق السيارة ..) ، مشاريع تضم استراتيجيات قطاعية طموحة ، ولوج الى سوق تضم ازيد من مليار مستهلك …