بقلم : الطاهر أنسي
تابعت حلقة مباشرة معكم التي تمركزت حول مستجدات القضية الوطنية ولم أسجل، كمهتم بالدفاع عن القضية الوطنية، أي إضافة نوعية في المداخلات، بقدر ما هي تحصيل حاصل، فقد كنا ننتظر تطوير النقاش والرقي به لتنبؤ المسؤوليات الدبلوماسية المنتظرة لمختلف الفاعلين ، والخطط الناجعة لحشد تأييد المنتظم الدولي وأساليب الضغط على الأمم المتحدة لاتخاذ قرارات صائبة مستمدة من روح القوانين الدولية وسمو حقوق الإنسان؟
كان أيضا من المفترض معالجة واقعة تقرير المكتب الأوربي لمكافحة الغش، ووضع إجابات أكاديمية وسياسية، لماذا تأخر إعلان نتائج الدراسة والتستر عليها منذ 2007؟ ألا يمكن القول أن دول الاتحاد الأوربي تساوم المملكة المغربية في قضيتها الوطنية؟ ماذا أعدت الدبلوماسية المغربية لمواصلة التفاوض أمام المؤسسات الدولية؟ كيف تفعل الدولة أو الداخلية أو القصر أو الأحزاب السياسية دبلوماسية المجتمع المدني كعامل أساسي لتقوية مسلسل التفاوض؟ هل تتم متابعة الهيئات الموكول لها الترافع حول القضية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية بنتائج عملها والمكتسبات التي حققتها في تلك المحافل؟ ما دور الإعلام المغربي في الدفاع عن القضية الوطنية؟ دور النخب في الأقاليم الجنوبية في النزاع المفتعل وموقفهم منه؟ ما هي الوسائل الموضوعة رهن إشارة مغاربة العالم للممارسة الحق الدستوري المنصوص عليه في الفصل 38 الذي نص على « يساهم كل المواطنين في الدفاع عن الوطن و وحدته الترابية تجاه أي عدوان أو تهديد »، القضية الوطنية مسؤولية من؟ أين تبدأ وأين تنتهي تلك المسؤولية؟.
مقدم البرنامج كان مُحمل بأسئلة موجهة، وكان متخوف من مواقف بعض الحاضرين، لا نشكك في مهنية جامع كلحسن، لكن التوجه العام الذي ترسمه دوزيم يحول حرية التعبير من حق مطلق إلى حق مشروط، وما تم تقديمه لا يرقى لتطلعات المشاهدين فأبسط مغربي يتوفر على معطيات أغنى وأعمق مما قُدم.