تاوريرت بريس :
اثنا عشر قتيلاً على الاقل بينهم رئيس تحرير مجلة “شارلي ايبدو” واربعة من اهم رسامي الكاريكاتور فيها اضافة لاربعة جرحى في حالة حرجة. انها النتيجة الذي ادى اليها الهجوم بالاسلحة النارية على مقر المجلة الساخرة في الدائرة الحادية عشرة لباريس.
وعلى اثر هذا الهجوم الدموي غير المسبوق، اعلنت حالة الطوارىء القصوى في منطقة ايل دو فرانس. ووضعت العديد من وسائل الاعلام والمحلات التجارية الكبرى ومراكز العبادة تحت حماية امنية مشددة، كما افادت رئاسة الوزراء، وطلب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي توجه على الفور الى المكان حيث اكد ان هذا الهجوم “بلا ادنى شك هو هجوم ارهابي، وبربري“، داعياً الى الوحدة الوطنية.
ويعقد هولاند اجتماعاً طارئاً في قصر الايليزيه عند الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت باريس.
“شارلي ايبدو” الاسبوعية الساخرة كانت قد تلقت عدة تهديدات في السابق منذ ان نشرت رسوما كاريكاتورية تتعلق بالنبي محمد عام 2006. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2011 احرق مقر الصحيفة في ما اعتبرته الحكومة الفرنسية انذاك بانه “اعتداء.
عند الساعة الحادية عشرة والنصف، دخل مسلحون الى مقر المجلة في الدائرة الحادية عشرة لباريس، واطلقوا النار على الصحافيين الموجودين اثناء انعقاد الاجتماع الاسبوعي لاسرة التحرير، ثم فروا هاربين الى الشارع حيث جرى تبادل لاطلاق النار مع الشرطة قتل خلاله شرطيان.
وزير الداخلية برنارد كازنوف اعلن ان عدد المهاجمين هو ثلاثة في حين قال شاهد عيان مكتبه مواجه للشارع إن عدد المهاجمين كانوا خمسة على الاقل حين استقلوا سيارة سوداء.
وحتى اللحظة لم يتم التعرف على هوية المعتدين ومصيرهم. وقال احد صحافيي المجلة إن المهاجمين هتفوا “انتقمنا للرسول”. وفي تسجيل فيديو للهجوم التقطه رجل لجأ الى احد السطوح كان احد المهاجمين يهتف في الشارع “الله اكبر الله اكبر” وكان يسمع ازيز الرصاص.
هذا الهجوم الدموي بالاسلحة الرشاشة اثار ردود فعل عدة، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ندد به. كما وصفته المستشارة الالمانية انجيلا مركيل بالاعتداء “الشنيع“، اما البيت الابيض فقد دانه “باشد العبارات”.
وبدوره بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة تعزية الى نظيره هولاند.
المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية دان “بكل عزم واصرار” هذا الفعل “الهمجي الموجه ضد الديمقراطية وحرية الصحافة”. وكذلك الهيئة التمثيلية للمجتمع الاسلامي في اوروبا “باسم مسلمي فرنسا” دانت العمل في بيان لها.
اتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية المقربة من جماعة الاخوان المسلمين نددت “بحزم كبير هذا الاعتداء الاجرامي وهذا الجرائم البشعة”.
الاحزاب اليسارية واليمينية الفرنسية عبرت عن تنديدها العميق بهذه الاعتداء الارهابي.
ونشرت شارلي ايبدو عدة مرات رسوما كاريكاتورية للنبي للدفاع عن حرية التعبير بحسبها، ما اثار غضب الكثير من المسلمين الذين اعتبروا ذلك اهانة لدينهم.
في 2011 القيت قنبلة حارقة في مقر الصحيفة فيما تعرض موقعها للقرصنة بعد ان نشرت عددا بعنوان “شريعة ايبدو” شمل عدة رسوم كاريكاتورية للنبي
متابعة
[youtube]http://youtu.be/qIsHHxFajuE[/youtube]