قد يكون الأستاذ الحسين الوردي الرجل المناسب في المكان المناسب ضمن الحكومة رقم 30 المتتالية على هذا البلد الذي عانى ومازال يعاني من إسناد الأمور لغير أهلها والتي نجم عنها هذا التخلف باعتباره إحدى المصائب التي يعاني منها المغرب منذ فجر استقلاله إلى اليوم وسوف لن يشفى أو يتعافى من أثرها على مدى عقود قادمة
فإذا كان قطاع الصحة العمومية كغيره من القطاعات التي يتولى شؤونها أناس لا صلة لهم به من بعيد ولا قريب قد أوصلها إلى نهاية الطريق المسدود ذلك حينما يوكل أمر القطاع لمن لا علاقة له بالقطاع ولا معرفة له بأهله ولا يملك أبجدية الحديث عنه تلك الطامة السياسية الناجمة عن التوجهات الحزبية في وطننا الرامية إلى المصلحة الشخصية فوق كل اعتبار
لقد تناوب على منصب وزير الصحة كغيره من المناصب كما سبقت الإشارة إليه رجال فلاحون وتجار وصناع تقليديون ومحامون ومعلمون وغيرهم وكلهم ابعد ما يكونون من القطاع ولا صلة تقربهم من الميدان زلفى فكيف يرجى إذن التغيير و الاصلاح
ولكن قد يكون الأستاذ الحسين الوردي بغض النظر عن انتمائه السياسي الرجل المناسب في المكان المناسب ومن قد يعطي لهذه المقولة مصداقيتها أو يفرغها من محتواها فلو كان سيفعل ذلك لا قدر الله سيسيء إلى كل الفعاليات التي تتوق إلى إبراز كفاءاتها وتعبر عن قدراتها من اجل كسب ثقة هذا المواطن المفقودة إذا لم يكن الأستاذ الوردي الطبيب والجراح والخبير بالداء والدواء المفضي إلى شفاء هذا المواطن وتخليصه من الآلام والأوجاع فمن قد يكون وهل بعد ذلك رجاء
اجل مازال الأستاذ الوردي الوزير المتحرك في حكومة قد تكون إلى حد ما جامدة وبالأحرى لم تبدأ أو بدأت من حيث ستنتهي فلا ينبغي لنا كمتتبعين أن نعيب أو ننتقد عمل رجل نجده يسير في طريق الإصلاح بخطو متزن وما جرنا إلى هذا سوى تصرف بعض الصيادلة الذين هاجموا هذا الرجل لأنه يعمل على خفض تسعيرة الأدوية تخفيفا الحمل على المواطن ما سيؤثر سلبا على نسبة أرباحهم ولا يهمهم المريض المتألم المتوجع والذي سيموت لأنه لم يجد في جيبه ثمن الدواء الذي سيدفعه للصيدلي الذي اخذ عهدا على الله بأنه لن يمرض ولن يتوجع ولن يشتري الدواء همه هو وبعده الطوفان يا سبحان الله أين يكمن الضميرالانساني والروح الوطنية في هياكل هذا النوع من البشرية
امضي أيها الرجل كان الله في عونك مادمت في عون المستضعفين رحيما بالمرضى والمتألمين فبائعوا الأكفان لاتهمهم حياة الإنسان بقدر رغبتهم في شراء ود ملك الموت متناسين أنهم ليسوا باقين للحياة وان كانت لهم باقية وندعوكم يا معالي الوزير إلى تفقد بعض المستشفيات التي يموت المواطنون على أسرتها نتيجة إهمال وضياع وعدم لا مبالاة بجسامة المسئولية وثقل الأمانة الملقاة على أعناق من يجدون أنفسهم قادرين على خيانتها والتلاعب بصيانتها
فإذا كان المستشفى الإقليمي لمدينة تاوريرت نموذجا بما يشهده رحابه من وقفات احتجاجية كل يوم وكل أسبوع وكان للقائمين عليه مبرراتهم التي تروم إلى خصاص في الأطر الكفأة والمعدات الغير المتوفرة تبقى زيارتكم التفقدية الحكم الفصل في إصلاح هذه المؤسسة الاستشفائية التي يتوجه إليها عشرات الآلاف من ساكنة هذا الإقليم نتمنى أن تسرعوا إلى إنقاذها مما تجد والعمل على إصلاح مفاسدها ومن يفسد فيها نرجو أن يجد نداؤنا لدى معالي الوزير الأذان المصغية وتلقى في مشاعركم الإحساس والإشفاق على المقيدين بالأسرة البيضاء