بقلم : الخضير قدوري
قد نحار أحيانا فنلقي بالسؤال إلى من لا يملكون الجواب ثم نصير مجانين أو أشباه مجانين سوى حينما لا نلقى الجواب إننا لا نتجرد من سترنا و أحيانا قد لا يلام بعض المجانين حتى وان لم يكشف عن أسباب جنته في هذه الحالة ما عدت أحار في الأسباب التي أدت بكثير من الأشخاص إلى حالة جنون و اغلب هؤلاء هم العقلاء و النبغاء والفلاسفة والأذكياء هؤلاء معرضون أكثر من غيرهم إلى الإصابة بالجنون والهيستيريا وفي تراثنا الأدبي عبر جمة وكشف بين لأسباب هذه الأعراض كان يقال ” ما في الهم غ اللي يفهم ” إذن فأسباب الهم هم كثرة الفهم وكان يقال ” فكر تكفر ” أي إن بالغت في التفكير قد تنتهي إلى الكفر وكان يقال “خمم بزاف تموت بالزعاف ” و ” حن تتمحن ” وما إليه من حكم وأمثال نبعت من عمق تجربة السابقين كثيرة ولكننا لست ادري لأي سبب لا نأخذ هذه الحكم بمآخذ الجد إلا أن نكون جهلاء والجهلاء في زماننا هم المنعمون في جهلهم فإذا كانت كل الأمراض التي يصاب بها المرء يمكن معالجتها بالدواء أو انتزاعها بالعمليات الجراحية ككل قطع الغيار المستبدلة في أي محرك يمكن انتزاعها وتغييرها إذا تبين عدم صلاحيتها ولكن هل يمكن بذلك تغيير العقل أو العقلية أو الفكر أو الفكرة وهل يمكن للعلم أن يرقى إلى أرقى مستوياته ويبلغ أقصى علو السماء وينتهي إلى سدرة المنتهى ثم يهوي مرة واحدة إلى الدرك الأسفل في عمق الأرض .
لاشك أني أتقدم خطوات حثيثة في هذا السبيل لأصل بأقصى السرعة إلى المرحلة التي يتحول فيها المرء إلى مجنون وينغمس في عالم الجنون ربما يكون عالما مريحا ذلك حينما يجد المرء نفسه وسط قوم يختلف معهم ولا يفكر بتفكيرهم ولا يرى بأبصارهم ولا يفهم لغتهم ولا هم يفعلون ولا يعلم إن كان مجنونا أو كانوا هم المجانين إنها مرحلة صعبة التكيف كذلك اكتشفت نفسي أخيرا إما أن أكون مجنونا أو كان غيري هم المجانين وليس ثم ما يبرر جنوننا بما يسمى السياسة أو الفلسفة أو العلوم الراقية كل ذلك لم يعد مجديا أمام الواقع والملموس والمشهود .
هل أكون مجنونا أم حكومتنا هي المجنونة وهل هي حقيقة حكومة عاقلة ومبصرة وذكية وسياسية وثقافية وعلمية واقتصادية محال وما أراه لا يبرر ما تدعيه حكومتنا من روح وطنية وبعد نظر اقتصادية وعملا يروم إلى خدمة الوطن وما رأيت من تشريعاتها وقوانينها سوى الغباء ذلك يا سادة ما شاهدته من هذه القوانين التي تعتمدها إدارة الجمارك لتبرير تهريب الأموال وتخريب الاقتصاد باسم القانون قد يجن كل من يقف مثلي على حضائر بالعشرات الهكتارت أعدت لحشر ألاف السيارات لأفراد جاليتنا في مدينة مليلية والتي تمتص الملايين الدراهيم شهريا من خزينة الدولة ورجال جماركنا حارصون جدا على ان تودع هذه السيارات على بعد أمتار قليلة من حدود وطننا مع أنهم يرون أن جبال الناظور وسهل طافراطة وانكاد يتسعان لملايين السيارات ولدينا ملايين العاطلين يمكنهم حراسة هذه المستودعات ما هي النتيجة المستقاة من وراء هذه القوانين هل هي فعلا تحمي الاقتصاد بأي مبرر يمكن تحليل هذه القوانين إن كانت سياسية فهي جنون السياسة وان كانت فكرية فهي خرف فكري فان كانت علمية فهي منتهى البلادة فمن المجنون فينا إذن ومن العاقل الذي يستطيع أن يميز بين من العاقل فينا والمجنون فان ثبت وجود العقل لديهم فنعم الحياة حياة المجانين . ويمكن اختزال القول في السؤال عمن يكون هدا التمساح او العفريت صاحب هذه الحضائر