تاوريرت بريس :
أعلنت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك الاثنين 10 أبريل عزمها على التقدم بملف مشترك لاستضافة كأس العالم في كرة القدم 2026 التي سيشارك فيها للمرة الأولى 48 منتخبا، ما قد يشكل سابقة لجهة إقامة المسابقة في ثلاث دول.
وأعلنت البلدان الثلاثة عن خطوتها في مؤتمر صحافي عقد في مدينة نيويورك الأميركية، وحضره رئيس اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) فيكتور مونتالياني، ورئيس الاتحاد المكسيكي ديسيو دي ماريا، ونظيره الأميركي سونيل غولاتي.
وقال غولاتي “هذا يوم مهم بالنسبة الى كرة القدم في الولايات المتحدة والقارة الأميركية، نعتقد ان هذا هو القرار الصحيح بالنسبة الى منطقتنا ورياضتنا”.
أضاف “ترشيح ثلاث دول في ملف مشترك يجعل ترشيحنا أقوى. في الدول الثلاث لدينا 50 ملعب كرة قدم تتلاءم مع معايير الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم)، لدينا البنية التحتية الفندقية (…) هذا أيضا رمز وحدة ايجابي بشكل كبير في العالم حيث نعيش حاليا”.
ومن المقرر ان يختار الفيفا البلد او البلدان المضيفة لكأس العالم 2026 في أيار/مايو 2020.
ويبدو ان هذا الترشيح، في حال مضيه قدما، سيكون متمتعا بالأفضلية، اذ ان مونديال 2018 سيقام في روسيا (يحتسب على انه في القارة الأوروبية)، ومونديال 2022 في قطر. وفي إطار قيام الفيفا بالسعي الى العدالة الجغرافية بين القارات في استضافة المسابقة الكروية الأبرز عالميا، أكد الاتحاد الدولي العام الماضي ان نسخة 2026 من البطولة لن تقام في أوروبا أو آسيا.
وسبق للولايات المتحدة ان استضافت كأس العالم في العام 1994، في ما يعد نجاحا تجاريا كبيرا جذب 3,5 ملايين مشجع في بلد تتفوق فيه شعبية رياضات أخرى على شعبية كرة القدم، لاسيما منها كرة السلة وكرة القدم الأميركية.
اما المكسيك، فاستضافت كأس العالم مرة أولى عام 1970، ولاحقا في العام 1986 بدلا من كولومبيا التي كانت تعاني مشاكل مالية.
الا انه لم يسبق لكندا ان استضافت البطولة المرتقبة، وهي لم تشارك في النهائيات سوى مرة واحدة عام 1986. الا ان البلد الأميركي الشمالي استضاف بنجاح بطولة العالم لكرة القدم للسيدات 2015.
وهي المرة الأولى تعلن ثلاث دول عزمها التقدم بترشيح مشترك لاستضافة كأس العالم التي سبق لها ان أقيمت في دولتين، وذلك في نسخة 2002 التي استضافتها بالتشارك اليابان وكوريا الجنوبية.
ويأتي هذا الترشيح في ظل توتر سياسي في العلاقة بين الولايات المتحدة والمكسيك منذ تولي الرئيس الاميركي دونالد ترامب مسؤولياته في كانون الثاني/يناير، وعزمه تشييد جدار حدودي فاصل بين البلدين.
الا ان غولاتي أكد ان “الرئيس ترامب أبلغنا دعمه الكامل، وهو مسرور على وجه بالخصوص بانضمام المكسيك الينا في الترشيح”.
ولم يتم الاعلان بعد عن أي ترشيح رسمي لاستضافة كأس العالم 2026، الا ان تقارير صحافية أفادت عن نية المغرب الاقدام على هذه الخطوة، علما انه سبق للمملكة التقدم بترشيح لاستضافة كأس العالم أربع مرات آخرها عام 2010، والتي أقيمت في جنوب افريقيا.
وكان رئيس الفيفا السويسري جاني انفانتينو أكد من الدوحة في شباط/فبراير الماضي، انه منفتح على استضافة متعددة الطرف لمونديال 2026 وصولا الى أربع دول.
وقال “اذا بحثنا في كأس العالم والمتطلبات التي نفرضها على الدول المضيفة، سنجد ان عددا قليلا منها قادر على توفيرها (…) يتماشى بشكل مثالي مع استدامتنا وارثنا ان نجمع ربما بلدين، ثلاثة، او اربعة قادرة على التقدم بمشروع مشترك”.
وسيكون مونديال 2026 الأكبر من حيث عدد المنتخبات المشاركة، اذ سيشهد زيادة عددها من 32 حاليا (وفي مونديالي 2018 و2026)، الى 48 موزعة على 16 مجموعة تضم كل منها ثلاثة منتخبات.
وتهدف هذه الخطوة التي أقرها الفيفا في كانون الثاني/يناير، والتي كانت تحظى بدعم واسع من انفانتينو، الى زيادة الاهتمام باللعبة وتوسيع قاعدة المشاركة في البطولة، اضافة لزيادة العائدات المالية.
وأعلن الفيفا الأسبوع الماضي انه تكبد خسائر قياسية في العام 2016 بلغت 369 مليون دولار أميركي، عازيا ذلك الى استثمارات غير مجدية وتبعات فضائح الفساد التي عصفت به العام الماضي.