تاوريرت بريس :
أكد المتدخلون خلال جلسة مناقشة، اليوم الأحد على متن الباخرة “جي إن في رابسودي”، حيث تستكمل أشغال الدورة ال27 لمنتدى كرانس مونتانا، في الطريق من مدينة الداخلة إلى الدار البيضاء، أن البلدان الإفريقية بحاجة اليوم إلى تطوير استراتيجيات تواصلية فعالة لترويج نفسها ولمؤهلاتها وتقويم صورتها بالبلدان الغربية.
وأجمع عدد من الخبراء والمتخصصين في استراتيجيات التواصل من فرنسا ورومانيا وروسيا وبلجيكا في مداخلاتهم خلال هذه الجلسة التي تناولت موضوع “تموقع البلدان الإفريقية داخل البلدان الغربية: تواصل الحكومات والقادة بإفريقيا يتطلب استراتيجية احترافية”، أن إفريقيا أضحت مركز اهتمام دولي، ما يفرض على بلدانها بلورة استراتيجيات تواصلية كفيلة بتصحيح الصورة المغلوطة والنمطية عنها.
واعتبروا أن منتدى كرانس مونتانا شكل فرصة تواصلية بالنسبة للعديد من بلدان الجنوب، والإفريقية منها على الخصوص، لتقديم تجاربها وطرح مشاكلها في العديد من المجالات، مشددين على أن العلاقة بين إفريقيا والعالم تمر عبر الاتصال والتواصل من أجل تفاهم وفهم متبادل أفضل. وأشار المتدخلون إلى أن العديد من بلدان شرق أوروبا تواجه نفس المشاكل التي يعاني منها عدد من البلدان الإفريقية على مستوى العديد من الأفكار المسبقة والنمطية التي غالبا ما يصنعها الإعلام، مبرزين أن الانفتاح التواصلي على الرأي العام والتوفر على أصدقاء يعززون الخطاب المراد تسويقه في إطار استراتيجية تواصلية من شأنه المساعدة على تجاوز هذه المشاكل والصعوبات.
كما وقفوا على العديد من الصعوبات التي تعترض أية استراتيجية تواصلية لبعض البلدان الإفريقية غير الديمقراطية أو تلك التي تشهد نزاعات عرقية أو صراعات أو أزمات اقتصادية، مشددين في هذا الصدد، على أن مفاهيم الفساد والديمقراطية نسبية وينبغي التعامل معها من منظور يقوم على النسبية أيضا والحذر والتدقيق .
وشددوا، في هذا الإطار، على ضرورة عمل البلدان على ضبط وتوجيه الخطاب المقدم عنها للحيلولة دون فسح المجال أمام بروز خطابات أخرى عديدة قد تجانب الحقيقة والواقع، مؤكدين، في هذا الصدد، على ضرورة تعزيز مصداقية الخطاب الإعلامي التي تقدمه البلدان عن نفسها.
يشار إلى أن أبرز محاور هذه الجلسة تناولت مواضيع “القادة السياسيين والاقتصاديين وإمكانية تغيير التصورات التي تهم المصالح الوطنية والدولية” و”المبادئ والمتطلبات اللازمة لتطوير استراتيجية تواصلية مندمجة وملائمة” و”إفريقيا والبلدان الغربية: من أجل استراتيجيات تواصلية جديدة وعلاقات ديناميكية”.